تزامناً مع قرار الحكومة بإغلاق مخيمات النزوح في 30 حزيران/يونيو من العام الجاري. رغم جراح أهلها التي ما تزال تنزف بعد مرور ما يقارب عشر سنوات من الابادة التي وقعت عليهم بيد عصابات داعش الإرهابي، و رائحة الموت التي تفوح في المدينة بعد كل عملية انتشال لرفات الضحايا من المقابر الجماعية حيث تتولى جهات حكومية مختصة هذه المهمة و كانت آخرها في 24 يناير من هذا العام، وقد ضمت رفاة 41 شهيداً.
و مئات العوائل تنتظر قيام الحكومة بتحرير بناتها المختطفات من قبضة إرهابيي داعش و الكشف عن مصيرهن المجهول منذ تلك الابادة التي تعتبر مستمرة في ذهن الايزيديين إلى يومنا هذا.
هذا و تعد سنجار موطن التاريخي لديانة الأيزيدية في العراق ، يقع بمنطقة جبل سنجار الذي يبلغ ارتفاعه نحو 1400 متر- شمال غرب الموصل بمحافظة نينوى يبعد عن مدينة الموصل بنحو 145 كيلومترا، وهي منطقة إستراتيجية و جبلية وعرة، محاذية للحدود السورية .
منذ أحداث سنجار و ارتكاب داعش أبشع جرائم القتل و السبي… بحق الإيزيديين، تولت السلطة أربع حكومات عراقية هي حكومة العبادي، و عبد المهدي، و الكاظمي. و فشلوا في إعادة النازحين إلى مناطقهم، لكن يبدو أن حكومة السيد محمد شياع السوداني جدي في تحريك ملف النازحين،خاصة بعد قراره الأخير بإغلاق ملف النزوح، و هناك نية حكومية لتوفير مبلغ مالي لكل أسرة عائدة من النزوح مع توفير فرص عمل للعاطلين عن العمل
ولكن في رأيي
فرص العمل ليست العائق الوحيد أمام النازحين الإيزيديين للعودة وإنهاء ملف النزوح، كونهم تركوا منازلهم بملابسهم أثناء اجتياح داعش لمناطقهم وكونوا أنفسهم في المخيمات، بل فقدان الثقة بين المواطن و أولئك الذين يمسكون زمام الحكم هو ما يشكل عائقا.
ولهذا فإن قرار إغلاق مخيمات النزوح لا يتطلب خططاً لسبل العيش بقدر ما يتطلب غرس الثقة وإعطاء ضمانة حقيقية للمواطن بأنه لن يعود إلى تلك الخيام مرة أخرى.