محمد كمال يكتب قصة قصيرة بعنوان / حلم

محمد كمال يكتب قصة قصيرة بعنوان / حلم

 

    تعثرت، فترنحت وكدت أسقط أرضًا لولا استندت إلى أحد عملاء الشركة وهو يغادر. تجاهلت نظرات زملائي الساخرة وتهامسهم، وخطوت نحو مكتبي.

    هذه أول مرة أتعثر فيها وأنا أدخل الشركة، وهذه أول مرة أيضًا تفقد “كارزميتي” بعضًا منها. ما يزال حلم ليلة أمس عالقًا في ذهني، وما زلت أراني وأنا ألملم أغراضي لأغادر الشركة للأبد؛ على خلفية شجار مع مديري المباشر.

     بالأمس، جاءني في المنام، لم تكفيه الشركة، فقرر، متبجحًا، زيارتي من دون سابق موعد، ومن دون ترحيب مني.

      يعرف أني أراه شخصًا ثقيل الظل جدًا، ليس لأنه مديري، والمدراء غالبًا ما يكونوا مكروهين من لدن موظفيهم، بل لأنه حقًا شخصًا ثقيلًا. ومع ذلك زارني!

     رأيتني أقف أمامه، وهو خلف مكتبه، وكان يوبخني على شيء لا أستطع تذكره الآن. وعلى عكس دأبي، وكأنني كنت أعرف أني أحلم، تشجعت ورددت عليه توبيخه، بل وزدت.

    وكلمة منه، على عشرة مني، وجاءني طرد مباشر من رئيس مجلس إدارة الشركة وصاحبها.

     حاولت نسيان الحلم، وعكفت على ملفًا ضخمًا أمامي أراجعه. وفجأة طلبني ذاك المدير، الذي جاءني في المنام.

      سألني وهو يرتشف قهوته عما إذا كان جرى لعقلي شيء، وحينما رأى علامات التعجب على وجهي، أخبرني أنني، وبينما أتعثر عند دخولي، غمزت – استخدم هذه الكلمة التي أغاظتني – إلى إحدي الزميلات، والتي ذهبت إليه مشتكية.

      لم أستطع تأكيد أو نفي الواقعة؛ حيث لا أذكر أني فعلت ذلك، وأيضًا لا أذكر أني لم أفعل! 

     طال صمتي، وشرودي.

     ظن أني أتجاهله متعمدًا، فاحمر وجهه الأبيض المستدير، واحتد صوته، وظل يهذي بكلمات كثيرة على شاكلة أني مستهتر، ولا أخاف على الشركة وسمعتها، و…… وهو يعرف أني لست كذلك.

      وبينما هو يثرثر، تذكرت الحلم، فلم أراه أمامي كما هو على هيئته، بل على هيئته التي جاءني بها في الحلم. فانفجرت في وجهه موبخًا وشاتمًا إياه والشركة وصاحبها، ثم…. لا داع للتكملة.

     ها أنا على مقهى قريب من بيتي، أحكي عما صار معي قبل قليل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى