المطلقة والتحديات الاجتماعية

بقلم : الاعلامية / د هاله فؤاد
المجتمع هو مجموعة من الناس تعيش معا في شكل منظم ، وضمن جماعة منظمة ، يتشاركون القيم والعادات والتقاليد .
وتعتبر العادات والتقاليد جزءا أساسيا من المجتمعات ، حيث تمثل القواعد والتصرفات التي يتبعها الأفراد في حياتهم اليومية .
تعد العادات والتقاليد عبارة عن تراث ثقافي ينتقل من جيل إلى جيل ، ومع ذلك قد تتطور العادات والتقاليد مع مرور الزمن وتغيرات المجتمع .
هناك عادات وتقاليد وأعراف مفيدة للمجتمع وتساعد على ترابطه ، ولكن هناك بعض العادات والتقاليد والأعراف التي تظلم بعض الفئات من المجتمع ومنهم المطلقة ، فعادة ينظر إليها أنها السبب وأن العيب منها ، وأنها أصبحت كما يعتبرها البعض سكند هاند .
على الرغم من أن الزوج في الكثير من الأحيان يكون السبب في الطلاق ، فالمرأة تتحمل الكثير من أجل الحفاظ على الأسرة ، فالمرأة باللغة الدارجة تعشش .
لكي لا أكون ظالمة فهناك البعض القليل من النساء يتحمل السبب في الطلاق .
وهناك حالات لا الزوج ولا الزوجة هما السبب ولكن لم يحدث توافق بينهما ، فلماذا هذه النظرة الدونية للمطلقة ؟
هناك تحديات تواجه المطلقة في المجتمع منها :
التمييز والتهميش: قد يتعرض النساء المطلقات للتمييز والتهميش في بعض المجتمعات بسبب حالتهن الزوجية السابقة. قد يتم استبعادهن أو تقييدهن في الوصول إلى فرص العمل أو التعليم أو الحصول على الخدمات العامة.
الضغط الاجتماعي: قد يواجه النساء المطلقات ضغوطًا اجتماعية من العائلة أو المجتمع للعودة إلى الزواج أو للتنازل عن حقوقهن أو للتكفل بأدوار تقليدية محددة في المجتمع.
الوضع الاقتصادي: قد تواجه المطلقة صعوبات اقتصادية نتيجة فقدان الدخل المشترك مع زوجها السابق أو ضعف الدعم المالي منه.
قد يكون من الصعب عليها توفير احتياجاتها الأساسية واحتياجات أبنائها.
تحديات الوالدين المفردين:
قد تكون المطلقة مسؤولة عن تربية الأطفال بمفردها، مما يعني زيادة الضغوط والمسؤوليات عليها. قد يكون من الصعب عليها تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية والأمومة.
الوحدة الاجتماعية: قد يشعر النساء المطلقات بالوحدة أو العزلة بسبب فقدان الدعم الاجتماعي السابق من شريك الحياة. قد تحتاج إلى بناء شبكة دعم اجتماعية جديدة والتعامل مع التغيرات الاجتماعية والعاطفية.
الاستقلالية المالية:
قد تحتاج المطلقة إلى تطوير مهاراتها واكتساب استقلالية مالية لتلبية احتياجاتها واحتياجات أطفالها.
قد يكون من الصعب عليها بدء حياة جديدة وبناء مستقبل مالي مستقر من دون توافر الموارد والفرص المناسبة.
هذه التحديات يمكن أن تختلف بشكل كبير بين الثقافات والمجتمعات المختلفة.
يجب على المجتمع، وعلى المطلقة أيضا إتباع إسترتيجيات عدة للتعامل مع التحديات التي تتعرض لها المطلقة منها :
بناء شبكة دعم اجتماعية:
يمكن للمطلقة السعي لبناء شبكة دعم اجتماعية قوية من خلال التواصل مع أفراد العائلة، والأصدقاء المقربين، والمجتمع المحيط بها.
يمكن أن يقدم الدعم الاجتماعي العاطفي والمعنوي والعملي للمطلقة.
تطوير المهارات الشخصية والمهنية: قد يكون من المفيد للمطلقة تطوير مهاراتها ومعرفتها الشخصية والمهنية. يمكنها البحث عن الفرص التعليمية والتدريبية لتعزيز فرص العمل وتحقيق الاستقلالية المالية.
البحث عن دعم مالي:
قد تحتاج المطلقة إلى البحث عن دعم مالي مثل المساعدات الحكومية، أو البرامج التي توفر القروض الصغيرة، أو فرص العمل المرنة. يمكن أن تساعد هذه المصادر في تحسين الوضع المالي للمطلقة.
العناية بالصحة العقلية والجسدية:
يجب أن تهتم المطلقة برعاية صحتها العقلية والجسدية. يمكنها ممارسة التمارين الرياضية، والتغذية السليمة، والتوجه للمساعدة الاستشارية أو العلاج النفسي في حالة الضغط العاطفي والتوتر.
استكشاف فرص جديدة: يمكن للمطلقة استكشاف فرص جديدة لتحقيق النجاح والتطور. يمكنها البحث عن فرص عمل جديدة أو تطوير مهاراتها الإبداعية والفنية، أو الانخراط في الأنشطة المجتمعية التطوعية التي تعزز روح الانتماء والتأثير الإيجابي.
التعليم والتثقيف:
يمكن للمطلقة الاستثمار في التعليم والتثقيف لنفسها ولأطفالها. تعزز المعرفة والوعي في مجالات مثل الحقوق القانونية، والمالية الشخصية، وتربية الأطفال يمكن أن تساعدها في اتخاذ القرارات الأفضل والتعامل مع التحديات بطريقة أفضل.
التخطيط المالي:
يمكن للمطلقة وضع خطة مالية جيدة والالتزام بها.
يمكنها إعداد ميزانية شهرية وتحديد الأولويات المالية والتوفير للطوارئ. قد تحتاج أيضًا إلى استشارة مستشار مالي للحصول على نصائح حول الاستثمار وإدارة المال.
القوة الشخصية وروح الإيجابية: يمكن للمطلقة أن تعزز قوة شخصيتها وروحها الإيجابية من خلال تطوير المهارات العاطفية والتفكير الإيجابي. يمكنها الاستفادة من التأمل والتأكيد على نجاحاتها الشخصية والتحفيز الذاتي.
البحث عن المساعدة القانونية: إذا كان هناك قضايا قانونية متعلقة بالطلاق أو حقوق الأطفال أو الدعم المالي، يمكن للمطلقة الاستعانة بمحامي متخصص لتوجيهها والدفاع عن حقوقها.
تعزيز الرفاهية الشخصية:
قد تحتاج المطلقة إلى الاهتمام بنفسها والاستمتاع بوقتها الخاص. يمكنها ممارسة الهوايات والأنشطة التي تزيد من راحتها وتلبي احتياجاتها الشخصية.
التواصل الفعّال:
يمكن للمطلقة تعلم مهارات التواصل الفعّال والتفاوض للتعامل مع التحديات الاجتماعية والعائلية. يمكنها التعبير عن احتياجاتها ومخاوفها بطريقة واضحة وتفهم احتياجات الآخرين.
كما تحتاج المطلقة أيضا ألى الدعم الاجتماعي ، والتوجيه المهني.
الدعم الاجتماعي:
الدعم الاجتماعي يشير إلى الدعم الذي يقدمه الأفراد والمجتمع للمطلقة في الجوانب العاطفية والمعنوية والعملية. ويمكن أن يأخذ العديد من الأشكال، بما في ذلك:
الدعم العاطفي: يشمل التعبير عن الاهتمام والتعاطف والتشجيع. يمكن للمطلقة أن تجد الدعم العاطفي من أفراد العائلة والأصدقاء المقربين والمجتمع المحلي.
الدعم المعنوي: يتضمن تقديم التوجيه والنصائح والإلهام. يمكن للمطلقة أن تستفيد من المعنويات الإيجابية والتوجيه العملي للتعامل مع التحديات.
الدعم العملي: يشمل المساعدة المادية أو المساعدة في المهام اليومية مثل رعاية الأطفال أو المساعدة في الأعمال المنزلية. يمكن أن يشمل أيضًا مشاركة المسؤوليات المالية أو توفير أفكار وحلول عملية.
التوجيه المهني:
يتعلق التوجيه المهني بتقديم المشورة والتوجيه فيما يتعلق بالتطور المهني واختيار الوظيفة وتطوير المهارات المهنية. يمكن أن يساعد التوجيه المهني المطلقة على:
تحديد المهارات والاهتمامات: يمكن للمستشار المهني مساعدة المطلقة في تحديد المهارات والاهتمامات وتحويلها إلى خيارات وظيفية محتملة.
استكشاف خيارات الوظائف: يمكن أن يساعد المستشار المهني في توفير معلومات حول مختلف الوظائف والمجالات المهنية، بما في ذلك الفرص الجديدة والصاعدة.
تطوير مهارات البحث عن وظيفة: يمكن للمستشار المهني مساعدة المطلقة في تحسين مهارات البحث عن وظيفة، مثل كتابة السيرة الذاتية وإجراء المقابلات الوظيفية.
التوجيه المهني طويل الأجل: يمكن أن يساعد المستشار المهني المطلقة في وضع خطة مهنية طويلة الأجل وتحقيق الأهداف المهنية المستقبلية.
يمكن العثور على الدعم الاجتماعي والتوجيه المهني من خلال مختلف المصادر، بما في ذلك:
– المؤسسات والمنظمات غير الحكومية: قد توفر المؤسسات المحلية أو المنظمات غير الحكومية خدمات الدعم الاجتماعي والتوجيه المهني للمجتمع المحلي. قد يكون لديك مركز مجتمعي أو مركز توجيه مهني في منطقتك.
– الخدمات الاجتماعية:
يمكن الحصول على الدعم الاجتماعي من خلال الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الحكومة أو المؤسسات الخاصة.
يمكن أن تشمل هذه الخدمات المشورة الاجتماعية والدعم النفسي والتوجيه المهني.
– المجتمع المحلي:
يمكن أن يكون للمجتمع المحلي دور هام في تقديم الدعم الاجتماعي والتوجيه المهني.
قد تكون هناك مجموعات محلية أو منظمات غير ربحية تقدم دعمًا وتوجيهًا للأفراد.
– المدارس والجامعات:
قد توفر المدارس والجامعات خدمات التوجيه المهني للطلاب والطالبات. يمكن أن تشمل هذه الخدمات اختبارات الميل المهني واستشارات حول خيارات الدراسة والمهنة.
– الشبكات الاجتماعية:
يمكن الاستفادة من الدعم الاجتماعي والتوجيه المهني من خلال الشبكات الاجتماعية مثل الأصدقاء والعائلة والمعارف.
قد يكون لديهم خبرات أو اتصالات تساعد في توجيه المطلقة نحو فرص مهنية أو مصادر دعم أخرى.
مهمة الدعم الاجتماعي والتوجيه المهني هي مساعدة الأفراد في التعامل مع التحديات الاجتماعية والمهنية وتحقيق نجاحاتهم ورفاهيتهم الشخصية والمهنية. يمكن للأفراد أن يستفيدوا من هذا الدعم للتطور والنمو في حياتهم المهنية والشخصية.
من وجهة نظري الشخصية المرأة العربية المطلقة لاتزال تواجه تحديات كثيرة وتحتاج إلى دعم مجتمعي أكثر .
عزيزي القارئ ، مارأيك ؟