الإستعمار الجديد في السودان:_
ثروة السودان التي أصبحت نقمة:_
يبدو أن عهد التدخلات الأجنبية في أفريقيا على شكل محاربة الإرهاب ومن أجل الديمقراطية وحماية المدنيين قد انتهى وبدأت تستخدم بدل من ذلك إشعال الفتن الداخلية والاعتماد على أطراف الصراع نفسهم في المحافظة على مصالحها
إن م يحدث في السودان اليوم هو تكالب استعماري جديد وضعت أجندته دول كبرى تقاسمت المهام دول صغرى.
تركت أفعالها غضب وحزن كبير داخل السودانيين، الدول التي( لحم اكتافها) من السودان، اليوم تتحالف ضد شعبه.
وتستخدم فواعل سودانية لتحقيق هدفها، (بقاعدة هرمية) سوي كان الهدف السيطرة علي البحار والممرات المهمة أو الوصول إلى ثروة السودان البِكر.
الثروة التي أصبحت نقمة على السودان فقد استكثرتها الدول الأخرى علينا، وتحدثت عنها الخطط الإستراتيجية لأكبر الدول في العالم وكيف تسعى للاعتماد عليها في المستقبل، وبالطبع من أجل المحافظة عليها دون نقصان لن يتمكن السودان من استغلالها.
ولكن حتى نتحدث عن هذا الإستعمار المخفي للسودان بواقعية أكثر لن نضع كل اللوم على الدول الأخرى واستهدفها لنا، فلو لم تجد هذة الدول أذن صاغية وأيدي منفذة من الداخل لم تتمكن من تحقيق هذا.
وزر هذا التدخل يقع معظمه على النظام السابق، لو لم يقوى شوكة الجنجويد والمليشيات والإدارات الأهلية التى تشتغل أعمال دبلوماسية أحياناً وتهديد الدولة أحياناً اخرى، لن تكون ثغرات الدعم الأجنبية للعملاء في الداخل بهذا القدر.
كما أن حكومة الإنقاذ لم تتعامل مع الانفلات الداخلي في بادي الأمر بمهنية لمنع حدوث هذا الفجوات، ولا ننسى سياسة الإنقاذ الخارجية التى زادت من حجم الدعم لتفتيت السودان من الداخل.
لقد كان هناك تراكم أخطاء سياسية منذ الإستقلال، بداية من خطابات المحجوب التي فتحت أعين الدول الكبرى لضرورة (قص جناحات) دولة وليدة قبل أن تؤرقها، مروراً بسياسات الأحزاب الهوجاء والانقاذ وختاما بالبرهان، كل هذا أدى للخراب والدمار الذي يعيشه الشعب اليوم ويتحمل وزر قيادات لم يختارها.
وبكل آسف تكرر القيادات الحالية، كل الاخطاء التاريخية بطريقة أكثر فظاعة، الأمر الذي يجعل مستقبل السودان ينذر بحروب وتفتيت مستمر.
دون الوضع في الإعتبار المواطن السوداني الذي يعاني من فقدان أساسيات الحياة في الداخل والمهانه في الخارج والتضيق، كأن الخراب الذي يعيشه السودانيون هم وحدهم السبب فيه.
الأمة السودانية التى وصفها الأديب والناقد معاوية نور في مقاله قصص وحوارات 1931م، “تاريخ امة ونفسية شعب رمت به الطبيعة وسط هذا الجو المحرق وتركت له صفات الصدق والبساطة في عالم لا بساطة فيه..
ونفوس السودانيين واضحة واسعة وضوح الصحراء وسعتها، وخلقهم لين صاف لين ماء النيل وصفاءه، وفيهم رجولة تكاد تقارب من درجة الوحشية وهم في ساعات الذكرى والعاطفة يجيش الشعور على نبرات كلماتهم وسيماء وجوههم حتى تحسبهم النساء والأطفال وتلك ميزات لا مكان لها في حساب العصر والحاضر”.