الكاتب صلاح الدين الرختونى .. نموذج عن الأدب الراقي

الكاتب صلاح الدين الرختونى .. نموذج عن الأدب الراقي

 

بقلم/ ليندة حمدود 

 

الأقلام تختار حروفها، و الأدب يختار أسمائه ليكتب للرقي سطور ، و صفحات نيرة، تعتلي وسام الشرف المِعطاء في الساحة الٱدبية.

من بين الأسماء الشابة التي سطعت و ظهرت للعلن ، بنصوص و كتيبات و روايات ومقالات متنوعة في الحوصلة الٱدبية الكاتب الشاب المخضرم المغربي السيد صلاح الدين الرختوني.

كاتب تجلت كتاباته عن واقع الأمة وحاكت ظروف حياتها البائسة وسردت تخبطها بين ماضي عظيم ساطع وحاضر بائس خاضع.

عناوين مختلفة وضعت في نصوص وروايات ليست درامية أو بقايا كلمات تحكي عن أساطير لكي تلمع وتجعل من سلسلتها متعة للزمن.

(اضطهاد، الوباء، بوصلة انتماء، المجتمع فكرة، واجه خوفك.)

عناوين متنوعة ، وجهت للقارئ لكي يعي ما يحدث حوله.

روايات انتهجت و كتبت على واقع عبر، ونصائح و إرشادات وحلول لمشاكل إجتماعية كانت أو نفسية.

تنوع كتابي اجتمع بين الفكر والفقه، وبين الإبداع والنصح.

قصة قصيرة حملت في كتيب ولكنها سردت قلب الأم النابض ومعقل الدين في خمسة عشر صفحة تحت عنوان (بوصلة انتماء).

صفحات دقيقة، سردت الشجاعة للكاتب الشاب، ووضعت كل النقاط ما بعد الخطوط الحمراء .

اعترفت بالحقيقة التي سيدفع الثمن غاليا من يعترف بها.

شكلت محور الأمة، وجهادها الٱدبي في الدفاع عن العقيدة وليس عن الوطن فحسب.

(بوصلة انتماء) كان كتاب الفصل الذي يتحدث عن واقع الأمة الضعيفة ويبرم صفقات الحشد للشعوب المتخاذلة.

فلسطين العقيدة كانت سطورها بمثابة المواجهة كما وضحها الكاتب المبدع في أول سطوره جسد التاريخ الذي أصبح الصديق قبل العدوّ ينكره ويريد أن يتقاسمه في طاولة السياسة اللعينة، ليبقي على كيان محكوم عليه بالزوال ليس بوعد عبد ولكن بوعد معبود ، وعد إلاهي.

(عرفت بأرض الزيتون، فأصغر شجرة زيتون فيها عمرها يقاس بالقرون .

على هذه الأرض الحبيبة ، شعب عظيم ، أناس أشداء على الأعداء ،يبثون في قلب العدوّ رعبا، لا يستطيع أن يخفيه ، فيواجهه بالعنف و الدمار).

سرد تاريخي وتعظيم لأطهر بقاع الأرض بعد بيت الله.

تقديس ٱدبي في اختيار حروف تليق بمقام أرض المسرى الحبيب مسرى نبينا محمد صلى الله عليه و سلم.

أبوابها، ساحاتها، كل مقدسات القدس الشريف ترتبت في السرد بمهارة وحيطة.

ليلفت القارئ في كتابه من خلال نسج قصة تتناغم مع أبطال جهاد وكفاح وتاريخ.

أسماء حقيقية كانت قد عاشت الحدث، و في فلسطين لا يوجد مكان أو بقعة إلا وكتبت قصة جهادها و رباطها ونهاية شهادة.

الكاتب مزج بين البطولة أسماء وبين التاريخ والهوية شهود.

فجعل القارئ يقرأ القصة وكأنه جالس في ساحة القدس يشاهد

البطولة من مجاهدي المقاومة الفلسطينية ويسجل الظلم و الهمجية من الكيان الصهيوني.

صفحاته توثق كل حوادث لا تنتهي على أرض الرباط ، وشهادات تستمر قوافلها في بيت المقدس وكل بقاع فلسطين.

استشهد الكاتب بضمير حيّ ووجدان خاضع موالي للعقيدة الإسلامية.

كتب تارة قصة للقراءة وتارة أخرى قصة للإعتراف بصوته.

استنكر الأمة التي تتسارع لبيع فلسطين وبيع مقدساتها على حساب الحكم والسلطة.

نزف في جرح الأمة بضميرها الميت وخذلانها المستمر.

كاتب لم يكتب نصا للمطالعة ولم يتناول قضية للمتاجرة ولكنه 

كتب وجعا للمناشدة وسرد ٱلما لكي يستيقظ هذا العالم الجبان و هذه الأمة الضعيفة التي تشاهد طمس دينها وقتل شعب حر أراد الحياة على أرضه ولم يطلب المستحيل لكي تسلب حقوقه

من كيان مجرم، مغتصب للأرض.

فهنيئا لأمتنا بهؤلاء الٱدباء ،الكتاب أحياء الضمائر، طاهري الواجب ،.

فالكلمة اليوم أصبح لها ثمن لايختلف عن الجهاد في ساحة المعركة وحمل السلاح.

فهناك على أرض الرباط يحمل السلاح ليدافع عن الأمة وشرفها

وهنا بأمثال كاتبنا الراقي ،البطل يرفع القلم، لكي يدافع عن الشرعية و عن الحقيقة التي تتخبط في دوامة الباطل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى