الكاتبة نزيهة زعبار تتحدث عن رواية “حفلة راقصة”

الكاتبة نزيهة زعبار تتحدث عن رواية “حفلة راقصة”

 

كتب: محمد كمال قريش

 

تلخص الكاتبة نزيهة زعبار رواية حفلة راقصة قائلة: شاب في مقتبل اﻟﺤُلم يقرر أخيرًا العودة لزيارة الوطن، ويصر على صديقته أن تأخذ إجازة طويلة لعودته، لتكتشف في الأخير أنه كان عائدا ليموت! 

موته أعاد لها كل قصص الرحيل التي عاشتها في حياتها. كان هو من يقدم لها الدعم على الدوام، ولكنه هذه المرة تركها وحيدة في مواجهة الأسئلة التي لا أجوبة عليها.

افتتحت الكاتبة روايتها بالحديث عن هذا العائد الذي يتخطى مزح صديقته ليغوص في الأهم كأنه.. “لست أمزح أنا عائد حقا” فيختصران تعقيدات العودة مرة أخرى بمواضيع تعوّدا المزاح و الضحك فيها! كالهوية! و الحيرة! و أسئلة أخرى لا إجابات عليها! ثم يفرطان في الضحك وفي الرقص!! أجل! الرقص.. صحيح أنه تركها لوحدها في مواجهة الحزن، والحيرة، والأسئلة، إلا أن ذلك الطفل الصغير الذي ركض خلفها ذات يوم بمئزر المدرسة الأزرق و هو يحمل محفظته على ظهره وبيده محفظتها التي رمتها على الأرض من هول الصدمة وفى بوعده ولم يتركها حتى بعد رحيله!في كل مساء يلتقيان في كلفن في أوكرانيا؛ يجوبان الدنيا إلى أن يصلا إلى “رقان”، ثم في الأخير يعودان فيرقصان ويرقصان. يشهد على ذلك تشايكوفسكي وبيتهوفن اللذان كانا يعزفان الموسيقى ومونش الذي زين المكان بلوحاته. كانت بجعة المكان وغزالته، وكان الأمير الذي لم تقل أساطير البحيرات والصحاري بأنه يرحل فقط إذا أدركه الصباح. 

وفي الصباح يعود كل شيء كما كان، وتعود شوارع المدينة إلى رأيها الأول عن الورد، فقط عابرون على عجالة من أمرهم كل إلى رقصته ليكتشفوا في الأخير أنهم طوال الوقت كانوا يرقصون، وأن الحياة ليست سوى حفلة، حفلة راقصة ورقصة غريبة جدا، هناك من يحتفل بموسيقى خاصة جداً لا يفهمها الكثيرون أو الأكثرية، وهناك من يوصله لحنه إلى أماكن بعيدة جدًا كأماني التي ترقص مع طفلين صغيرين في شوارع بغداد، وهناك من يظل كصادق مجهول القصة والرقصة. وهناك من يرقص لأنه سعيد، أو حزين، أو جريح، أو ليتعافى.

“حفلة راقصة” رواية من خمسة فصول متفاوتة الطول متماشية بالتوازي مع مراحل الصدمة الخمس المتفاوتة التي وضعتها الطبيبة السويسرية الأمريكية إليزابيث كوبلر روس. 

نزيهة زعبار كاتبة ومترجمة جزائرية، درست الترجمة في الجزائر، تمارس الكتابة والترجمة جنباً إلى جنب، وإضافة إلى اعتبارها أن الترجمة تهيأ فرص السفر إلى الآخر فإنها ترى أن القراءة هي السفر، وأن الكاتب لا بد أن يقرأ وأن يسافر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى