تحفظ وتنسى ثم تحفظ وتنسى … بقلم الداعية/ عواطف الجندى

تحفظ وتنسى ثم تحفظ وتنسى … بقلم الداعية/ عواطف الجندى 

 

قصة تستحق القراءة والتأمل

 اليوم نحكي لكم قصة حقيقية لأخت مازالت تحفظ منذ ٢٨ سنة ! 

زمن طويل بل دهر مترامي !

عمر إنسان لم يعش إلا بين الصفحات . 

تحكي عن قصتها لنا دومًا ،،،، 

( كنت أحفظ الجزء الواحد في سنة كاملة وأنسى ، وظللت على هذا الحال أربع سنوات ثم تزوجت ،، 

فتركت الحفظ وتركت القرآن وانشغلت بزوجي وأبنائي ، دخلت في موج لطيم من الدنيا وهمومها ، كانت الحياة ضنكٌ مستمر لا انتهي من مصاب إلا وأدخل في سواه ، لا أرفع رأسي من هم إلا ويزلزلني غم أشد وأبكى . حتى مرضت مرضًا شديدًا كدت أفارق الحياة وسئمت من الدنيا وما فيها . شظف العيش أثقلني حتى الإنهاك . 

حتى سمعت هذه الآية 

 

” *وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى* “

كانت الآية تعريف بسيط لانكبابي على الدنيا ، ورغم بذلي الروح لإسعاد من حولي لم أحظ برضاهم ولا بإسعادهم لي . ألمٌ مستمر . 

وعدت لسورة البقرة ،،، فتفتحت أبواب الخير وأغلقت أبواب الشر وطوقني الله بهالة من التحصين الدائم ، فصمت الساخطون وظهر المادحون وخاف الظالمون . وبدأت أدرس الحفظ ، أكرر الآيات طوال اليوم ، عندما أعد الطعام ، عندما أكوي ، عندما أسوق ،عندما أرتب حاجيات أبنائي، عندما أجلس في اجتماعات الأهل والأصدقاء الكثيرة الأفراد القليلة الفائدة اللهم إلا من بعض صلة الرحم . 

*المرض* الذي كان فردًا من أفراد عائلتي فارقني في ذلك العام ، استبدلت مقعدي في انتظار النداء من الطبيب بمقعدي في مجالس القرآن تعلمًا وتعليمًا . 

*السخط* الذي كان يقلبني على جمر الألم كل يوم استبدل برضًا عميق على أن الله كافأني على أحزاني وصبري بالجائزة الكبرى فلا نعمة مثلها أبدًا . 

* الفوضى* التي كنت أعيشها إذ تتقاذفني أيادي من حولي يمنةً ويسرةً استبدلت بحياة في غاية التنظيم رغم الانشغال الشديد ، اليوم درس التجويد ، اليوم درس التفسير ، اليوم درس الحفظ . وأصبح من حولي ينظمون حياتهم حسب مواعيدي القرآنية بعد أن كنت أقلب حياتي رأسًا على عقب حسب نزعاتهم ورغباتهم التي لا تستند لمنظور قرآني رباني واعٍ. 

*المشاكل؟* لاتخلو الحياة منها فقد خلقنا في دار ابتلاء . ولكن معالجتي لها اختلفت . أصبحت أكثر فطنةً وحكمة . فسيدنا موسى قال هكذا في هذا الموقف وسيدنا يوسف تصرف هكذا في ذللك الموقف و و . 

كان المدد لا ينتهي . 

وتغيرت حياتي مع القرآن للأبد .

قصة جميلة 

وهل حفظت أختنا القرآن ؟ حفظته ونست وحفظته ونست ومازالت تحفظ وتنسى . فهذه هي قدراتها . 

لعلكِ تقولين وما الفائدة إذن ؟ 

أقول هي تغتسل بالقرآن ليل نهار وتتقلب في طهره وعطره وجماله .  

وصدق عليها قوله تعالى 

” *مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* “. 

تذكري في حفظ القرآن أنت في بداية الطريق ،،، ولكن لا يوجد في القرآن نهاية إلا *الرضوان* . 

فجميع الحافظات يدركن أنهنّ يحفظن وينسين ويحفظن ومازلن ينسين ولكن مازلن يحفظن . قد نذرتِ العمر في حبه . فلا حياة لك سواه .

بيعي نفسك للقرآن وتأملي كيف سيغير حياتك كلها . 

 

 ابدئي حياتك تحت عنوان 

*أسعد القرآن حياتي*

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى