السؤال عن الغائب وعن المريض .. بقلم الكاتب / محمـــد الدكـــروري

 السؤال عن الغائب وعن المريض .. بقلم الكاتب / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله العلي الأعلى، خلق فسوّى، وقدّر فهدى، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الأسماء الحسنى والصفات العُلا، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله نبي الرحمة والهُدى، اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه الأئمة الأبرار النجباء، والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم البعث والنشور والجزاء أما بعد فاتقوا الله عباد الله، حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ثم أما بعد إن من الأمور الهامة في الإسلام هو أن يتفقد الإنسان من حوله وأن تسأل عن الغائب وتسأل المريض ماذا به وما أصابه ؟ ربما يحتاج لمساعدة ويمنعه الحياء أو يحتاج لمشورة أو نصيحة فإذا وجدته منكسرا يبدو عليه الهم والغم تسأله مالي أراك مهموما ؟ وهذا ليس فضول ولا تدخل في شؤون الآخرين.

ولكن هناك من الناس من يمنعه الحياء أن يتكلم وربما تعرضه لردة فعل سلبية من بعضهم أدى لهذا الصمت وقد لاحظت أن البعض حينما أتكلم معه تشعر فعلا أنه كان محتاجا للتنفيس عما بداخله فيشتكي ويتألم وينطلق في حديثه فهذا كله مما يخفف المصاب عن الإنسان، وفكرة الطبيب النفسي هي نفس الفكرة تقريبا فهو مع خبرته العلاجية لكنه يتيح للمريض أن يحكي عن آلامه وهمومه والأشياء والمخاوف التي يخشاها أو الفوبيا والوساوس التي تصيبه فهذا كله مما يخفف عن المريض النفسي الكثير، وإن حقن الهموم وحبسها في النفس وكثرتها وتواليها يؤدي إلى إصابة الإنسان بأمراض كثيرة جدا تؤدي إلى هلاكه كالضغط المرتفع والسكري والجلطات وغير ذلك من الأمراض عافاكم الله جميعا.

فسبحان الله التنفيس عن الهموم والكلام عن الأشياء التي يعاني منها الإنسان هذا مما يهديء من روعه ويهديء من نفسه، وقيل أنه كان هناك أحد الصحابة من سكان البادية وهي الصحراء اسمه زاهر وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول “زاهر باديتنا ونحن حاضروه” وكان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ببعض الهدايا ويبادله الرسول صلى الله عليه وسلم بعض الهدايا فكان إذا نزل المدينة يبدأ أولا فيمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ينطلق إلى السوق وجاء زاهر مرة ولم يجد النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق إلى السوق وأُخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقدوم زاهر، فذهب حتى أتى زاهر من خلفه واحتضنه وجعل النبي صلى الله عليه وسلم ينادي قائلا من يشتري العبد ؟ من يشتري العبد ؟

وزاهر يقول اتركني اتركني حتى عرف زاهر الرسول صلى الله عليه وسلم من صوته فقال “إذن تجدني كاسدا يارسول الله ” فقال صلي الله عليه وسلم “ولكنك عند الله لست بكاسد، أنت عند الله لك وزن وقيمة” وهذا من جبر الخواطر، فالبعض دائما يكثر من الإستهزاء بالغير والإستخفاف بهم، ومثلا أن يقول أنت لا تساوي شيئا أو أنت وجودك كعدمه أو انت إنسان نكرة، وإلي غير ذلك، فإذا كان هو كذلك فماذا عنك ؟ فهل أنت من طينة غير طينة سائر البشر؟ نفعني الله وإياكم بهدي نبيه وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئة وإثم، فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي لغفور رحيم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى