كان الصباح يرسل أولى أضواءه ويبدأ التسبيح بحبات الندى والتهليل بأصوات الطيور والتكبير بحفيف الشجر وأبواب الرزق تنادى هل من مقبل؟ هل من ساع إلى الخير والنماء والبركة.؟
لم يفسد تلك اللوحة البديعة سوى الدخان المتصاعد من الفرن الذى يتكدس عليه طالبى الأرغفة التى تسد الرمق وتشد العود وتملأ البطون الخاوية ووجه سعدون صاحب الفرن الذى يغنى عن أي طعام .تصرخ إحداهن بالله عليك تمشينا فنحن نفترش الأرض من قبل صلاة الفجر وأنت غير عابء إلا بمصلحتك فى اللعب بحصة الدقيق وإنقاص الوزن الكل يصرخ منتقدا تحيزه لبعض المعارف والأصدقاء وأصحاب المصالح المشتركة كان طابور العيش يمثل طابور ذنب يومى يتندر الناس فيه بأخبار وأحداث وأحاديث شتى
كانت النسوة تصب غضبها على هيئة ثرثرة
وتكيل اللعنات على سعدون ومن على شاكلته ممن يلعبون في رمقهم الأخير رغيف العيش ويتمنون له كل مصيبة
وفجأة ومن بعيد تظهر سيارة مباحث التموين فيتطوع كل اللاعنين واللاعنات بإبلاغ سعدون وبسرعة معهودة يخبز الخباز الطاولات المنضبطة ويعدل كل معوج يقوم الموظف المختص بوزن الرغيف والتأكد من جودته وينظر في أعين المنهكين يدعون له بطول العمر والبركة
تتغير اللهجة تماما ويعلو وجههم البشر
يسألهم عن أي مشاكل في العيش وعن معاملة سعدون لهم ومدى إحترامه لكم
وهل يعطيكم حقكم
والرد كان سريعا وقبل أن يتم كلامه
والله ياباشا تمام التمام هو فى زى عم سعدون وربنا يجعله عامر