و تتواصل مجازر الطحين … بقلم الكاتبة: ليندة حمدود

و تتواصل مجازر الطحين … بقلم الكاتبة: ليندة حمدود
وكأن الموت أصبح لقطة عابرة لهذا العالم المتصنع ولم تعد الدماء مهمة تمر في خبر عاجل وتنتهي !!!!!
مجزرة شارع الرشيد بالدوار النابلسي بشمال غزّة تستمر في مشهد ثالث متتالي على أنظار العالم المعاصر.
أكياس الطحين البيضاء أصبحت وجهة شعب جائع يخرج ليقدم روحه شهيدة في قافلة التوزيع .
اليوم الخمسين بعد المائة تتكرر المجزرة ويتكرر المشهد وتتغير أرقام الشهداء ليثبت لنل العالم مرة أخرى وللمرة الألف لا حياة لفلسطنيين على أرضهم إما الموت في الجنوب أو الموت في الأراضي المحتلة أو الموت في الشمال.
كل بقعة ورقعة من أرض الجهاد هي مكان شهادة وإرتقاء للشعب الفلسطيني هكذا أرادها الكيان الصهيوني أولا و الأمة العربية و الإسلامية ثانيا والعالم الحقير ثالثا.
تنديدات من مشاركين في حرب غزّة، بيانات من مؤسسات دولية وصمت مخزي وعار يكتب من حكام وشعوب العالم العربي.
أصبح لون الطحين الأبيض يعود بلون دماء وفي عربته يحمل الشهداء على أكياس الطحين.
تفانى المجرم النازي كل يوم في قتل وإبادة الشعب الغزاوي وتمتع في التنكيل بهم وترك مصير حياتهم بين أسلحته وجعل العالم مشاهد لن يتحرك أبدا عبيدا في جريمته.
خمسة أشهر كاملة على حرب غزة والشعب ومقاومته يقاوم ويكافح بطش الكيان وظلم العالم.
خمسة أشهر كاملة وبحر الدماء لم يتوقف نزيفه.
تركت غزّة لمصيرها تصارع الموت وتواجه أبشع عواقب الحروب
والعالم الكذاب المدعي للإنسانية والمزيف لحقوقه ومنظماته يتفرج على كل واقعة وحادثة مسجلة وموثقة ولا يتدخل لإنقاذ غزّة.
فمتى سيستمر قتل شهداء الجوع وكيف ستنتهي مجازر الطحين؟