الدكروري يكتب عن: الإستعداد لرمضان بين أهل الدنيا والآخرة

الدكروري يكتب عن: الإستعداد لرمضان بين أهل الدنيا والآخرة

 

 

الحمد لله، أعظم للمتقين العاملين أجورهم، وشرح بالهدى والخيرات صدورهم، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وفّق عباده للطاعات وأعان، وأشهد أن نبيّنا محمدا عبد الله ورسوله خير من علَّم أحكام الدين وأبان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل الهدى والإيمان، وعلى التابعين لهم بإيمان وإحسان ما تعاقب الزمان، وسلّم تسليما مزيدا ثم أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن الأحكام المتعلقه بالصلاة والصيام في شهر رمضان، وإن من المؤسف أن نجد أنواعا من الإستعدادات عجيبة في هذا الشهر الكريم، فهذا إستعداد أهل الآخرة، فما هو استعداد أهل الدنيا؟ إن استعداداتهم في الحقيقة استعدادات مخيفة جدا، فأنت ترى الآن دعايات وإعلانات وبمناسبة رمضان خصومات على المشاركة في القنوات.

 

وخصومات بمناسبة رمضان، وقيل ان فتى يتيما من الانصار كان له بستان ملاصق لبستان رجل منذ سنين وحينما اراد الفتى ان يبني جدار يفصل بينه وبين هذا البستان اعترضته نخلة فذهب الى صاحب البستان المجاور، قال يا اخي انت عندك نخيل كثير فلا يضرك ان تعطيني هذة النخلة التي اعترضت الجدار، فقال صاحب البستان لا والله لا اعطيك النخلة، فقال له يا اخي ما يضرك، اعطني النخلة او بعني اياها، فقال له لا والله ما افعل شيئا من ذلك، فقال له الفتى يعني لا اقيم جداري؟ قال ذلك امر لك وليس اليّ، فذهب اليتيم الى النبي فقال ” يارسول الله ان بستاني بجانب بستان فلان، واني اردت ان ابني جدار فاعرضتني نخلة له لا يستقيم الجدار الا اذا كانت من نصيبي لكنها من نصيبه وقد سألته ان يعطيني إياها فأبى يا رسول الله اشفع لي عنده أن يعطيني النخلة.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ادعه ليّ” فذهب الفتى اليه وقال له ان رسول الله يدعوه، فلما جاء الي النبي عليه الصلاة والسلام قال له الرسول ” قد كان بستانك بجانب بستان صاحبك واراد اليتيم ان يبني جدار يفصل بينه وبين بستانك فاعترضته نخلة من نصيبك ” قال نعم فقال صلى الله عليه وسلم ” اعطي النخلة لاخيك” قال لا قال صلى الله عليه وسلم ” اعطي النخلة لاخيك” قال لا، قال صلى الله عليه وسلم ” اعطي النخلة لاخيك” قال لا، فقال صلى الله عليه وسلم له “اعطي النخلة لاخيك ولك بها نخلة في الجنة” فقال لا، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يقول له بعد ذلك، وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم وقتها كثيرمن الصحابة ومنهم ابي الدحداح ففكر نخلة في الدنيا تموت اليوم او غدا بنخلة في الجنة منها طوبي يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها. 

ثم قام وقال يا رسول الله ارأيت ان اشتريت النخلة هذة ثم اعطيتها للفتى ايكون عندي نخلة في الجنة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم “نعم” فبدأ ابو الدحداح يفكر فيما عنده من الاموال يستطيع بها ان يغري صاحب النخلة ليستخرجها منه الى ملكه ثم يعطيها الى الغلام فتذكر بستانه الذي يتمناه اكثر التجار بستان فيه ستمائة نخلة وبئر وبيت، فقال ابو الدحداح لصاحب النخلة، اتعرف بستاني الذي في المكان الفلاني؟ قال نعم وهل يجهله احد، قال له خذ بستاني كله واعطني النخلة، فنظر الرجل الى ابي الدحداح ثم التفت الى الناس فهم يشهدون على ذلك فقال نعم، اخذت البستان واعطيتك النخلة، فالتفت ابو الدحداح الى الفتى اليتيم وقال له النخلة مني اليك خذها واذهب. 

ثم التفت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله الان عندي نخلة في الجنة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم “كم من عذق رداح لابي الدحداح في الجنة، كم من عذق رداح، ملئ بالثمار لابي الدحداح في الجنة ” ثم ذهب ابو الدحداح الى بستانه حتى يُخرج منه بعض اغراضه حتى وصل الى باب البستان فسمع صوت زوجته واولاده يلعبون داخل البستان فأراد ان يدخل فما تحملت نفسه ذلك، كيف يقول لهم اخرجوا الان، ما أصبح عندنا بستان، فما استطاع ان يخبرهم بان البستان الذي ظل يجمع الاموال لشرائه طوال تلك السنين ذهب في طرفة عين، وصاح باعلى صوته وهو في الخارج وقال ياام الدحاح فقالت له لبيك يا ابي الدحداح، فقال اخرجي من البستان، قالت اخرج من البستان. 

قال نعم لقد بعته، قالت بعته، بعت البستان با ابا الدحداح، بعته لمن؟ قال بعته لربي بنخلة في الجنة، قالت الله اكبر ربح البيع يا ابا الدحداح، ربح البيع يا ابا الدحداح، ثم اخذت اطفالها تخرجهم فلما وصلوا الى باب البستان فتشت جيوبهم فمن كان معه شئ من تمر اخذته منه ووضعته في البستان، وقالت هذا ليس لنا، هذا لله رب العالمين وحينها اخذ احد اطفالها الصغار تمرة ووضعها في فيه ففتحت فمه واخرجتها ووضعتها وقالت هذه ليست لنا هذة لله رب العالمين ثم خرجوا من البستان” رواه البخاري ومسلم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى