لحنُ النهاية … خاطرة بقلم: غرام على

لحنُ النهاية … خاطرة بقلم: غرام على
لحظاتٌ هي،
تدركُ أنّ الاتّساعَ الكونيَ والمحيطي لا يفي بالغرضِ أي بشكلٍ أوضحٍ لا يكفي لوجودكَ، لحرّيتكَ لكي تتنفسَ ،وكأنّ جبلاً نُصِب في نحركَ،
فتصيبكَ نوبةُ بكاءٍ ” بكاءٍ هستريّ “
تشعرُ بأنَّ عضلاتَ جسدكَ أصابها تشنج لا تستطيع العمل وكأنّ الكولين استيراز ثُبّطَ مما أدى لتقلص العضلات،
تلتجئُ بشكلٍ فوريٍّ إلى الصّراخ لكن..!
تجمّد الصّوت في حنجرتكَ، وأصبحَ الكلام سهاماً عالقةً في حلقكَ تظنّهُ الهدف، هنا تحرّك رأسكَ شمالاً وغرباً بالنفي، وتبدأُ بالتمتمة بأحرف متقطّة كأنّك طفلٌ في أول مراحل تكلّمه، وتقنعُ نفسكَ أنّك في إطارٍ مكاني يدعى كابوساً، وستستيقظُ منه حالما تسطعُ خيوطُ الشّمسِ ،هذا هو “الأمل الوهمي” الجرعة الدّوائية السّامة لقلوبنا…
وبعدها تفتحُ عيناكَ رويداً رويداً مع تلكَ الجرعةِ الّتي حقنتَ جسدكَ بها، وهنا تكونُ لحظةُ الإدراكِ بأنّك داخلَ قوقعةِ الحياةِ وكلّ تلك المراحل واللحظات لم تكن سوى مقطوعة موسيقيّةٍ تمهيديّةٍ للحظةِ الأخيرةِ وأنّ كلّ هذا لم يكن كابوساً..
بالحالةِ الطّبيعيّةِ نأخذُ الأكسجينَ لكي نتنفّسَ، ونقومَ بعمليّةِ التّنفس ببطئٍ، لكن..! هنا في تلكَ الّلحظة وفي تلك القوقعةِ تحديداً لا هواءَ قادرٌ على إغاثةِ أزقّة الرّئة الّتي تحوّلت إلى بيتٍ عنكبوتيٍّ ..
ونحنُ نرى كلّ هذا بعينانٍ مندهشةٍ مرّت بها سيولُ قطراتِ المطرِ
هنا يكونُ السّؤال أيعقلُ أنّكَ وقعتَ في زجاجةِ خمرٍ، ومن بعدها أغلقَ الغطاءُ فهذا ما توصفهُ هذهِ اللّحظة وكأنّها أشبهُ بلحنٍ ..نعم بلحنٍ!!
هذا اللّحن من تأليفِ شاعرٍ فاقدٍ للوعيِ لحنهُ مضطربٌ خالفَ قواعدَ الموسيقا، تهيمنَ على اللّحن ،وجسّده على حياةٍ جعلها أغنيةً للحنهِ..
توقّف شريطُ اللّحن ..توقّف العزفُ وحلّ السّكون، وسقطت نجمةٌ من السّماءِ معلنةً اللّحظةَ الأخيرةَ،
هي بالفعلِ اللّحظة الأخيرة
ولحنَ النّهاية.