سجال شعري بعنوان ،، رسائل نهرين ،،للشاعرة / أطياف الخفاجي والشاعر / محمد رضوان

 سجال شعري بعنوان ،، رسائل نهرين ،،للشاعرة / أطياف الخفاجي والشاعر / محمد رضوان

” رسائل نهرين “

……………….

      

يا رفيقة الحلم الأبيض

هل تبقت لنا أحلام؟..

و هل ما زلنا قادرين على أن نحلم ثانية؟

و هل ما زال متسعاً لنا 

في صدرها الأيام؟!

حتى قصائدنا

حرفتنا

و آخر ما تبقى لنا من ميراث الأمس

تلهج

في حال إعياء شديد

من بعد مرافقتنا ظمأً و جوعاً 

في صحارى الأمنيات

على مدار أربعين عام..

تُرى..

ما سرّ تفاؤلكِ يا صديقتي؟!

و كيف لهذا الزورق المتداعي

أن يعبر هذا العباب في سلام؟!

ما سرّ ابتسامتكِ الدائمة الألق؟

في وجهك ألاف الشموس التي

لا يغالبها غمام..

محمد رضوان.

شقيق النبض..

نحن الذين إذا ساد بنا الحزن والألم 

ضحكت قلوبنا معكم..

وإذا انفردنا بحروفنا 

أغلقت أبواب الرحمة من خواطرنا، 

فيصيبنا هدوء ما قبل العاصفة..

نحن من نبوح بقصائد أفراحنا 

حتى لوكانت صخرة 

تطبق على أنفاس مهرة 

شد لجامها بغضب.. 

كزهرة برية خنقت بيد ماسك غصنها…

نحن من نُنير دروب الأفاعي 

حتى لو كُنّا نرى أنها 

تسعى إلى رمي سمها داخل أرواحنا …

نحكم العالم من نافذة الحلم 

عبر أمل ظنه 

الجميع مُلكاً ذات يومٍ لموسى.

قد كان مصلوباً عند قدر بداية.

نسير في حما الرحمن ونعلم 

أن الطريق إليه راجع 

فيبعث فينا ضياء صباحاً و بسمة ليلاً 

فتنهمر منا دموع وابتسامة 

فنكون أكثر شموخاً…

نحن من نصنع من المستحيل 

لحناً مفقوداً…

أطياف الخفاجي..

يا رفيقة الحلم

ينتابني كثير من الخجل

كيف سأستقبل غداً وفود أحلامي التي

دعوتها بالأمس على أمل.

أن يأت الربيع و تكتسي أشجاري العارية

الخاوية من الظُّلل.

ماذا أقول لأحلامي القادمة على متن الفرح

بسرعة دهشة

خيبة أخرى

أم خدعة أخرى

و هل ستصدقني أحلامي ثانية و ثالثة

و ما عاد كذبي بالأمل يا صديقتي يُحتمل

قولي لي ما العمل؟..

محمد رضوان.

شقيق النبض..

أحلامنا مولودة قبل اللقاء

وما لقاؤنا إلا ولادة 

لتلك التساؤلات المقيمة في أعمارنا المتهالكة..

لامجال للتحريف..

نحن أبناء القصائد وآباء القوافي

 نحن الميراث 

ذلك الذي تقاتل عليه إخوة يوسف  

منذ أعوام وانتصر اللقاء على القطيعة.

إتخذت منك المزيد من القوة والتفاؤل 

رغم علمي بوجعك و وحدتك 

لكنك تبتسم في أشد المصاعب..

تارة أراك تنثر القمح فوق رؤوس الجبال 

وترسم النور بغضة حب 

للفقراء الساكنين على وجه الأرض..

 وتارة أخرى أشعر بأن ما في داخلك 

لا تحتمله الحياة في أوج قوتها..

ابتسامتي الممزوجة بنبرة التفاؤل 

ماهي إلا صوت الحب 

المتواري خجلاً في كلمة،،مرحبا،،

أطياف الخفاجي.

يارفيقة الحرف

تُرى..

لماذا التقينا

في هذه المرحلة الدقيقة من الوجع؟

و قد جاوزنا المنتصف

و شارفنا على منعطف آخر

من منعطفات روايتنا.

فأنا و أنتِ

قصيدتان بغير وطن و لا مأوى

همس خفيّ و هديل نجوى..

تُرى..

هل نكتب القصائد أم أن القصائد تكتبنا؟

هل نكتب لكي نبقى؟

هل بات الشعر خبزنا و ماؤنا؟

بضع لقيمات من القوافي

و شربة من نهر الأبيات

لماذا نكتب يا سيدتي؟!

و النيل لن يلتقي يوماً بنهر الفرات

و ستبقى رسائلنا معلقة على جدران المنفى

و رسائلنا لا تصل إلى عمق البحر

في حين أن بإمكانها 

أن تنفذ في ست سماوات..

عَمَّ تبحث قصائدنا؟!

و رسائلنا قد فقدت ذاكرة العناوين

و قد اعتزل ساعي البريد مهنته

و باع دراجته الأصيلة 

و حقيبته الجلدية السوداء

و صدأت الصناديق الحمراء

لِمَ نكتب ؟

و نحن بالكاد عبر الأثير

نطير وهماً و نلتقي وهماً

و تتعانق أحرفنا نيابة عنّا

تحت مظلّات الشّتات..

محمد رضوان.

في الحياة

لربما تجد أشياء صغيرةً 

تحاول كتابتها. تدوينها. وصفها 

تبحث عن طريقة

تجعل من يقرأها 

يتمعن فيها…

قد تكتب عن مكونات دمك 

المتحرك في شراينك،

أو قد تكتب 

عن شهقات أنفاسك المختنقة 

في جوفك لذلك البعيد

أو قد تكتب 

عن نظرات عابرة لغريب 

يظنها البعض 

أنها كتبت لحبيب

فكيف لوكان ذلك البعيد 

هو الدم والنفس والنفيس 

فكيف سنكتبه 

وهو في صفحات الكتب ضائع..

 أطياف الخفاجي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى