أحكام الدورة الشهرية والصيام .. بقلم الكاتب/ محمـــد الدكـــرورى

أحكام الدورة الشهرية والصيام .. بقلم الكاتب/ محمـــد الدكـــرورى
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ أحكام الدورة الشهرية والصيام .. بقلم الكاتب/ محمـــد الدكـــرورى من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل أبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، ثم أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي وكتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن شهر رمضان وعن أحكام الصيام في شهر رمضان، وأما عن أحكام الدورة الشهرية والصيام أجمع أهل العلم على حرمة صيام المرأة حال حيضها، سواء كان صيام فرض في رمضان أو صيام نافلة.
فإن صامت لم يصح صومها، وللعماء فى الحكمة من تحريم صوم الحائض، أكثر من رأى أحدهما أن الأمر تعبدى لا علاقة له بالطهارة، حيث يصح الصوم من الجُنب، والرأي الآخر أن صوم الحائض فيه ضرر على بدنها إذ يجتمع عليها ألم الحيض، وتعب الصيام، وحكم الطهر من الدورة الشهرية أثناء النهار إذا طهرت الحائض خلال نهار رمضان فهى فى لزوم الإمساك، وعدمه بين قولين، فالقول الأول أنه يلزم الحائض إذا طهرت خلال نهار رمضان أن تمسك، ويلزمها قضاء هذا اليوم، وهذا مذهب الحنفية، ورواية عن الإمام أحمد، واحتجّوا لذلك بوجوب صيامها إذا طهرت قبل الفجر، ولذا، إن طهرت بعده أمسكت، وقاسوا المسألة على من ظهرت له البينة برؤية الهلال فيلزمه الإمساك مع القضاء.
وهي كذلك تحقق لها الطهر فلزمها الإمساك مع القضاء، وأما عن القول الثانى فأنه لا يلزم الحائض إذا طهرت أن تمسك خلال نهار رمضان، وهذا مذهب المالكية والشافعية، ورواية عن الإمام أحمد، وحجتهم في ذلك أن إباحة الفطر لها فى أول النهار أباح لها أن تستديم الفطر إلى آخره كما لو أن العذر استمر معها، ولأن العلماء اتفقوا على وجوب قضاء هذا اليوم على الحائض، فيصح أنها غير صائمة، فلا معنى لإمساكها، وهي بذلك لا تعصى الله في ترك الصيام، ولا تؤدى بصيامها فرضا لله، واليوم وحدة كاملة، والصيام فيه عبادة واحدة فإن فسد آخره، فسد أوله، والعكس صحيح، وأما عن حكم تناول أدوية تأخير الدورة الشهرية فى رمضان فإنه يجوز للمرأة أخذ أدوية لتأخير الدورة إن لم يكن ثمة ضرر عليها.
أما فى حالة كان الدواء يسبب ضررا عند أخذه فيعد تناوله من الأمور المحرمة وهذا ما يحدده الطبيب، وفى حالة تم أخذ الدواء، فإن الصوم في حالة تأخر الدورة الشهرية صحيح إذ لا علاقة بين حكم أخذ الدواء وصحة الصيام، ومن الأفضل للمرأة أن تترك الأمور على طبيعتها كما أرادها الله، ولكن هل يشترط الإغتسال من الدورة الشهرية لصحة الصوم، فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى صحة صيام الحائض إذا طهرت من الحيض قبل الفجر، حتى وإن لم تغتسل، ووجه الإستدلال فى ذلك أن للرجل أن يباشر زوجته حتى يطلع الفجر، وهذا يقتضي أن يكون الإغتسال بعد الفجر، وصيامه صحيح، فاللهم يا رب العالمين، يا أرحم الراحمين، يا أكرم الأكرمين منّ علينا بعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا وأزواجنا وذرياتنا من النار يا رب العالمين.