الدكروري يكتب : الشيطان يعدكم الفقر

الدكروري يكتب : الشيطان يعدكم الفقر

 

 

الحمد لله المتفرد بالعظمة والجلال، المتفضل على خلقه بجزيل النوال، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وهو الكبير المتعال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الداعي إلى الحق، والمنقذ بإذن ربه من الضلال، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه خير صحب وآل، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل، ثم أما بعد يقول الله تعالى فى سورة البقرة “الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم” والملائكة يحضرون مجالس العبادة والصلاة وتلاوة كتاب الله، كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام مسلم “وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم،

إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده” والملائكة هم معناإن كنا من أهل الاستقامة والثبات في الآخرة، فكيف ذلك؟ إنهم يكونون معنا في قبورنا، يلاطفوننا ويؤانسوننا، ويحتفون بنا، لئلا تعترينا وحشة في القبور، وفي الحشر والنشر، ويصاحبوننا في سيرنا على الصراط المستقيم حتى نصل إلى الجنة إن شاء الله تعالى، وتتلقانا ملائكة الجنة فندخلها بسلام وأمان فقال الله تعالى فى سورة الزمر ” وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين” وهم الملائكة يشهدون للمؤمنين عند ربهم بطاعتهم وعبادتهم وأذكارهم وتلاوة كتاب الله، لأنهم معهم يشاركونهم، فيقول تعالى فى سورة غافر.

” إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد” ومن جملة الأشهاد الملائكة عليهم السلام، فقد روى ابن ماجة عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” أكثروا من الصلاة عليّ يوم الجمعة، فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة، وإن أحدا لن يصلي عليّ إلا عرضت عليّ صلاته حين يفرغ منها” وروى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على باب المسجد يكتبون الأول فالأول” ولقد بقي المصحف الذي كتب عند أبي بكر رضي الله عنه، ثم ذهب إلى عمر رضي الله عنه، ثم عند ابنته حفصة رضي الله عنها، وعندما تولى عثمان بن عفان رضي الله عنه الخلافة، اتسعت الفتوحات الإسلامية، وانتشر القراء في الأمصار.

وكان كل مصر أى كل بلد يأخذ القراءة ممن جاء إليه من قراء الصحابة، فقد كان كل صحابي يعلم الناس بالحرف الذي تعلمه وسمعه من الحرف السبعة التي نزل بها على النبي صلى الله عليه وسلم، فمثلا كان أهل الشام يقرؤون بقراءة أبيّ بن كعب رضي الله عنه، وأهل العراق بقراءة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وهكذا، فكان إذا اجتمع أهل الأمصار وقرأ كل واحد بما تعلمه، يُنكر بعضهم على بعض قراءته وقد يحصل بينهم نزاع وشقاق، ومن الصحابة رضي الله عنهم الذين لاحظوا اختلاف أهل الأمصار في القراءة، وما يحصل بينهم من شقاق وتجريح هو الصحابي حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، لمشاركته في الفتوحات الإسلامية التي شارك بها أهل الأمصار، فقرر الذهاب إلى عثمان بن عفان رضى الله عنه.

وإخباره بما رأى، وأخبره بإدراك الأمة قبل أن يختلفوا، وعندما علم عثمان رضي الله عنه بالخبر، فأرسل إلى السيدة حفصة رضي الله عنها، لترسل له بالمصحف الذي جُمع في عهد أبي بكر الصديق رضى الله عنه، ليقوم بنسخه عدة نسخ، وقد عيّن زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام رضي الله عنهم، لنسخ المصحف، فقاموا بنسخه عدة نسخ وإرسال كل نسخة إلى مصر، وإحراق ما سواها من النسخ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى