خواطر القمر ..5.. يكتبها الأديب/ محمد رضوان

خواطر القمر ..5.. يكتبها الأديب/ محمد رضوان
يا أيتها البعيدة . يا ساكنة هناك على ضفة نهر في بلاد ما بين النهرين. أيتها الساكنة في قرار القلب. ما سر هذا التعلق الروحي. هل من الممكن أن يكون إنسان لآخر كل شيء . شمس و قمر . ليل و نهار . هل من الممكن ألا يكون الوقت شرطاً لعمق العلاقة.؟!!
متى التقينا و متى تعانقنا لهذه الدرجة من القرب و الاتساق. هل من الممكن أن تكون امرأة واحدة فيها كل هذا الحنو الذي يكفي الكون. و فيها كل هذه الدرجة من إشباع المشاعر لديّ.. هي أم و أخت و صديقة و رفيقة و حبيبة و كثير من المشاعر الأخرى المتماهية كأطياف الغروب.. ما أرجوه من الله لقاء و بقاء مع زهرتي و أن يأت وجه النّرد على الرقم الذي أتمنى..
.. كنا بالأمس عاشقين أو بالأحرى عاشق و تائهة. لم يكتمل بنا امتداد الطريق و لم نلتق. و بقيت هنا و أنتِ هناك. عدنا خطوتين للوراء . بقينا أصدقاء. لم أعلم عن قصة حب تحولت إلى صداقة مرة أخرى. لكنه حدث. يالهذا الجنون الذي صار منطقياً جداً . و التجربة خير دليل..
عدنا أصدقاء و اكتشفنا أن الصداقة أرحب مساحة و أكثر عفوية.و أطول عمراً من الحب. فالحب يريد إجابات عاجلة حادّ المزاج متأهب للرحيل بأية لحظة. أما الصداقة فهي أكثر تعقّلاً و نضوجاً و استيعاباً….
..كنت أظن قبل تلك التجربة العميقة الأثر في وجداني.
أن الحب يبقى ضمن نواميس الكون المتعلقة بالسعي لتدرك ما تريد. في علاقة طردية. و لكني اكتشفت أن الحب رزق من الله و لا حيلة في الرزق..