في هذا الشهر الفضيل والمبارك ، شهر العبادات وشهر القرآن العظيم ،
ثمة مسألةٌ مهمّةٌ قد تغيب عن أذهان الكثيرين ، وهي أنّ إجابةَ الدعاء تختلف في حقيقتها وفي معناها عن تحقيق الطلب ، لأن الفرق بين إجابة الدعاء لله تعالى وبين تحقيق الطلب كبير ويطول شَرحُه وبيانُه ، لكن من المهم جداً أن نعلمَ بأنّ اللّهَ سبحانه وكيلٌ علينا ، وليس وكيلاً عن أحد مِنّا ، والفرق بينهما أنّ الوكيلَ عن أحد هو مَن ينفّذُ كلَّ طلبٍ مطلوبٍ منه ، أمّا الوكيل على أحد فإنه الذي ينظر في مصلحة الطالب أولاً ويرى مدى وآثار تحقيق مايطلبه حتى على المدى المستقبلي البعيد :
ومن الضروري أن نعلمَ بأنّ اللّهَ تعالى بقدرته وبقدسيته وعظمته لايجب أن يكونَ وكيلاً عن عباده يحقّق رغباتِهم بمجرد الدعاء ، بل هو الوكيل عليهم في كل شيء :
( فالله يعلم وأنتم لاتعلمون )
لأن اللائقَ بالله سبحانه جَلّ في عُلاه أن يكونَ وكيلاً على خلقه ينظر في المصالح والمفاسد المترتبة على دعواتهم فيحقّق لهم منها مايشاء ، ويمنع مايشاء الذي يدّخر في منعه أجراً لعبده أو يدفع عنه مصيبة .