عندما تُمارس كرة القدم ألاعيب السياسة بقلم : لواء / حسام سمير

أصبحت كرة القدم من الأبجديات الحياتية لشعوب الأرض ..فليس هناك شعبا لايمارس هذه اللعبة أو يشاهدها ويتابع بكل دقة لاعبيها وتفاصيلها ..ولعل سر متعة الشعوب ولهيب مشاعرها وشغفها المتلهف لها هو الذي دفع بهذه اللعبة لأن تكون لعبة السياسة والتجارة والصناعة ..ولم يعرف العالم حشدا بشريا في تاريخه مثلما يحدث في ملاعبها وحول شاشات المشاهدة لمبارياتها ..وقد سيطرت كرة القدم علي مشاعر الجماهير في شتي أنحاء العالم ودفعت كثيرا من قادة الساسة في العالم إلي الاهتمام بها وبكل عناصرها ..وقد فعل ذلك موسوليني في إيطاليا إبان فترة حكمه في تنظيم الدعاية للفاشية واستغلال المونديال الذي أقيم علي أرض بلاده عام ١٩٣٤في ذلك ..بل تهتم الكثير من الأجهزة الاستخبارية والمعلوماتية في تحليل مزاج الشعوب من حيث الإعتدال أو الانحراف من خلال نتائج الفرق القومية الوطنية لها مما يدفع الحكام لأن يكونوا علي رأس المهتمين بعناصر اللعبة ..وقد ساهم فوز البرازيليين بكأس العالم عام ١٩٧٠في تثبيت وارساء قواعد الحكم العسكري الذي بدأ عهده في البرازيل عام ١٩٦١..بينما نجد رؤساء وملوك الدول يتواجدون علي رأس رجال الدولة في الإفتتاحات العالمية بجانب رجال دولة الفيفا المنظمة للمنتديات الكبري ..ويذكر التاريخ لنامباراة النهائي الأوروبي في الثمانينات والذي أقيم علي أرض بلجيكا بين اليوفينتوس الإيطالي وليفربول الانجليزي والذي نتج عنه تراشق جمهور الناديين بزجاجات المياه وتبادل الشتائم والسب وانتهي بهجوم الأولتراس الانجليزي علي جماهير ايطاليا وهدم أحد أسوار المدرجات ووقوع اكثر من أربعون قتيلا وأربعمائة مصابا ..مما دفع اليوفا بتوقيع عقوبة الحرمان من المشاركة للأندية الانجليزية لمدة ثلاث سنوات وللريد ديفلز عشر سنوات وقد خرجت المرأة الحديدية علي شاشة تلفاز بلدهالتعلن اعتذارها الرسمي لفعلة مشجعي ليفربول وتعلن حل. تلك الروابط… كما لايغيب عنا انتصار التانجو الأرجنتيني علي المنتخب الانجليزي بالمكسيك عام ١٩٨٦في المباراة الشهيرة بيد مارادونا والتي أسماها يد الله في هدف أثار الجدل مع حكمنا العربي ناصر الذي أدار المباراة والهدف الأسطوري الثاني الذي راوغ فيه مارادونا نصف فريق الإنجليزونصف الجمهور والحارس وقد عمت الفرحة أنحاء الشعب الأرجنتيني تعويضا عن هزيمة جيشهم في حرب جزر فوكلاند والتي قادتها المرأة الحديدية تاتشر ..أما ما سميت (حرب كرة القدم)فكانت بين السلفادور وهندوراس في حقبة الثمانينات وقد اتبع قادة جيوش الدولتين خططا وتكتيكات في الهجوم والدفاع والكر والفر أشبه ما يحدث في مستطيل الساحرة المعشوقة حتي لقبت بحرب الكرة..أما فى مصر فلم تكن كرة القدم لاعبا اساسيا فى السياسة ..ولم نشهد يوما زخما انتخابيا كرويا..ولكنها كانت فاعلا أساسيا فى مزاج الجماهير الا فى دائرة ميت غمر دقهلية ..عندما اسقط أحد مرشحيها نفسه بيده ..وقد كان حاول البعض مما ينتمون إلى فئة الرياضيين التطلع إلى مناصب قيادية داخل دولاب الدولة ..إلا أنها كانت قاصرة على منصب وزير الرياضة أو عضو سياسى فى البرلمان ..عكس دول أخرى خاض غمار السياسة ممن كانوا يشغلون منصب رئيس نادى ..مثل المليونير رجل الأعمال بيرلسكونى الايطالى الذى تسلق منصب رئيس الوزراء من خلال رئاسته لأشهر الأندية الإيطالية وأعرقها على الإطلاق وهو نادى اليوفينتوس الملقب بالسيدة العجوز ..أما على مستوى القارة السمراء فكان لسحرة الكرة حظوظا أوفر فهناك جورج وايا الليبيرى الذى قاد بلاده كرئيسا لها ….أنها كرويات السياسة أو سياسة الكرة