ملكة انا بعطر الكبرياء …. قصة قصيرة للأديبة/ أطياف الخفاجى

ملكة انا بعطر الكبرياء …. قصة قصيرة للأديبة/ أطياف الخفاجى 

كعادتي احتسي قهوتي برفقة صديقة لي، وعند اول ارتشافة نظرت الى صحيفة كانت على طاولتي كتب فيها: مساء ستقيم حفلة لشخص معروف.. فقلت لصديقتي تهيئي لنذهب مساء..

 قالت: لم اعهد منك شيئاً كهذا.. 

قلت : لي غاية في نفسي….

ذهبنا الى هناك وعند وصولنا وجدنا شخصاً ارشدنا على رقم طاولتنا كانت تحمل رقم 100..

بدأت الحفله وبدأ العزف وحينها وصل رجل وسيم قيل انه صاحب الحفلة..

رحب بجميع المدعوين وقال: اعيروني انتباهكم ايتها السيدات سأقوم بمراقصة جميع نساء الحفلة، وبدأ بطاولتي وسألني: من انت؟

 فقلت له: فيما بعد سأخبرك..

 أما ان كنت تريد مراقصتي فأنا اعتذر منك..

نظر لي قائلاً:

 كيف لك ان ترفضي مراقصتي؟ 

قلت له انت بدأت بطاولتي وستتنتهي بها.. ذهب لطاولة اخرى لمراقصة سيدة اخرى وبينما هو يرقص كنت اراقب خطواته بدقة وحين انهى رقصه عاد لي لمراقصتي فقمت لمراقصته ولكن لم يرق لي رقصه فانهيت رقصي معه واعتذرت منه ورحلت…

وعند باب الخروج قال لي: هل إن رقصي لم يعجبك؟

 فقلت له: نعم لم يروق لي أبدا….

فسأل عن السبب، اجبته قائلة: عليك ان تتعلم بعض ال أمور في حياتك…

اولا حين تراقص سيدة عليك ان تترك مسافة لاتزيد على شبر كي يتسنى لك سماع الموسيقى بقلبك وان تنظر لعين من تتراقص معها…

وثانيا عليك الجلوس على مقعد سيارتك وان تنزل زجاج نافذتك وان تخرج ساقاً واحداً من ساقيك. فتعجب من طلبي وقال: ولم كل هذا؟ وكيف لي ان أجلس وانت واقفة فقلت له : كي يتسنى لي أن اخبرك بثانيا فسردت له بعض من الكلمات هي… ان الملك حين يتفقد رعيته يصطحب معه اميرته فيقوم بوضع يدها على يده فقمت بسحق قدمه، فقال كيف تتجرأين بسحق قدمي؟

 فاخبرته هذا هو ماعليك ان تتعلمه ..

عليك ان لاتخضع لأي أمر يقال لك. فقال وماذا عن يدي؟

 قلت: ان كنت قد اعتليت يدي على يدك امام الجميع فكيف لي ان لا اسحق قدمك ونحن بمفردنا فتلعثم ولم يستطع الرد علي.

فسرت ببطء نحو سيارتي، فقال لم تخبريني عن ثالثا وحين هو يتحدث رميت بمنديلي فسرعان ما اسرع لالتقاطه، فقلت له هذا ثالثا..

 قال وماهو؟ فاخبرته: عليك ان لاتتعلم الانحناء لأي شيء يرمى، فهذا دليل على انك لا تحمل اي شخصية فتلبد بمكانه وعيناه تراقبني، فقال من تكونين انت؟ اخبرته انا من ستبحث عنها من عطري الذي زرعته على يدك. فأنزل أنفه ليشم فلم يصله أي عطر..

فقال: لا عطر على يدي. فضحكت بسخرية وقلت له: هذا العطر هو ما يسمى بعطر الكبرياء..فقال اين اجده؟ فقلت: ستجده في سوق الحياة، فهو عطر لا يباع بل نتعلمه من صغرنا بعنفوان.

طرح سؤاله مرة اخرى ترى من انت؟

فاخبرته: انا ملكة بعطر الكبرياء……