هيبة حلم .. قصة قصيرة للكاتبة: أطياف الخفاجى

هرع نحو سفينة البحث ماسكاً بيده أبريق ماء مغلي يسكب ما به في البحر محاولاً إعطاء شيء كبير لشيء اكبر حجماً.. معادلة صعبةً، لكنه تصرف بحكمة كألة الناي ينفخ فيها فيستمع إليه مئات المستمعين، منهم من أنفاسه عقيمة ومنهم من يسافر في رحاب العزف..
 لكن الذي يناديك من تحت منصة العزف ما هو إلا متفهم لوجعك، يحاول ان يشرب من عزفك المؤلم ليريح ما في داخلك..
 هنا تكمن فكرة الأخذ والعطاء؛ فكلما سكبت من هيبة حلمك وسط البحر إزداد عطاؤك تشبعاً.. فالوليد يزداد نمواً يوماً بعد يوم فيخاطب الحروف التي تدور في عنق مشاعره فيتمتم بلسان حاله بعضاً من دراهم الشوق ليكبر بسرعة محاولاً استبدال التلاقي بالاشتياق ويرتدي البشرى بدل الحيرة، فإذا جاء وقت الغروب انطفأ نور الاحتراق وسارت سفينته بما تشتهي الرياح.. فيسأل نفسه أمام حاله:
 متى يدق منبه الغفلة لأصحو من ذلك العطاء الشاق؟ 
فيعض بسبابته مُنسدلاً منها دم التضحية فيصرخ عالياً:
 مازال البحرُ بارداً…..
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى