ليندة حمدود تكتب/ إبادة الشفاء الطبى مجزرة للتاريخ

 

أسبوعان معا، كانا كافيان ليوثقا جريمة بشعة مرة أخرى في غزّة. بعد مائة وثمانية و سبعون يوما تسجل الأمة العربية أولا و الإسلامية ثانيا و العالم ثالثا مجزرة ترتكب وتوثق في الشاشة بقطاع غزّة في شمالها المحاصر على أرض مجمع الشفاء الطبي.

المجمع الذي حوصر لأسبوعين كامليين من طرف الكيان النازي،الفاشي، المجرم.مشاهدة مروعة و جريمة منظمة،فظيعة ، و تجاوزات لا يمكن أن تكون من احتلال بشري.

حصار في شهر رمضان للمجمع، إعدام مباشر، تعذيب علني، هكذا كانت السياسة الممنهجة في مجمع الشفاء الطبي.

انسحب الكيان اليوم مخلفا أكبر إبادة يمكن أن يعرفها العصر القديم و الحديث. قتل النازح بالمجمع و المقيم هناك، و الطبيب،المريض، الجراح ،الجريح قتل الجميع في هيئة محمية بموجب القوانين الدولية.

انسحب الكيان بعدما فقد كل جنوده الصهاينة وقواته الباطلة في مواجهة شرسة وبطولية صنعتها فصائل المقاومة الفلسطينية و على رأسها كتائب الشهيد عزّ الدين القسام.

انسحب لتظهر صور أخرى للجريمة لا تختلف عن صور صواريخ الفاسفور.جثث شهداء تحللت بالكامل ملقية على ساحة المجمع تم جرفها بجرافات الكيان الصهيوني ومزجها برمال وفضلات والعالم يشاهد.

تنديس المقبرة الجماعية في ساحة المجمع ونفوق جثث شهدائها والتنكيل بجثثهم و العالم يشاهد.

قنص شهداء ملقاة على المنازل المحيطة بالمجمع وتركها جثث هامدة ،استشهدت صائمة برصاص القناصة و العالم يشاهد أيضا.

المجمع الطبي الأكبر في كل فلسطين المحتلة وليس بغزّة فقط تم قصفه كليا وإخراجه عن الخدمة وتحويله لخراب ودمار. فاق التصور و العالم يشاهد.

الكيان قصف وقتل ونكل في مجمع تحجج بأنه القاعدة العسكرية للقسام ومعقلهم ليتوغل في المجمع بكافة قواعده العسكرية وجنوده الشيطانية ويحول المكان لقاعدة عسكرية يثبت بذلك أنه مجرم نازي، فاشي، يضرب بالقوانين الدولية عرض الحائط.

العالم يشاهد المحرقة و الجريمة و الإبادة ويترك التاريخ يسجل قذارة قراره وموقفه في حرب فضحت فيها غزّة ليس أمة تشترك معها غزّة في الدين و اللغة بل عالم كامل يشتركون في الجريمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى