مُحاكاة غائب .. خاطرة للكاتبة: أطياف الخفاجى

ضاق صدر الأحاسيس واختنقت المسافة بسعال القرب ولازال
الصمت يعم أمنيات ذلك
الرجل المسن الممسك بسيجارته المتسخة بذكرياته الراحلة. كلما حاول ان يرسم وجه الغائبة بدخان
صبره يتساقط المطر وتعج السماء بوجوه المسافرين..
من هؤلاء؟
لا أعرف أحداً منهم..
آه تذكرت هم أبطال روايتي التي كتبتها على ظهر علبة التبغ، أبحث عن وجهها، اسمها، عنوانِها بينهم؛ لا أجدهُ قد تلاشى عند أول مشهد من مسرحية العمر..
أبحث عن شالها الأبيض الذي إذا ما افترشته على أرض يابسة ازهرت ياسمينا..
اخبروها عني وعن تلك الأماني التي لم أرغب بتحقيقها لوحدي، أعيديها لي أيتها الأقدار، فقد جف ريق ندائي ويبس دمي في اوردتي وأصبحت شيخاً بعمر الورد، وروحي سجينة بمركب وسط فنجان الذكريات.
رحماك ربي من وجع أمات قلبي صبراً، وحنى ظهر امنياتي كانحناءة عروة فنجان دون الوصول إلى ذلك البحر الضيق بالأمنيات وتلك الشوارع الجانبية الممتلئة بعناوين بلا أسماء……