الصهيونية .. 3..( الهدف من الصهيونية) بقلم / محمد آدم

 

كان الهدف الرئيسي من الحركة الصهيونية السياسية توطين اليهود في فلسطين (أرض الميعاد) كحلٍ لما يُسمّى بالمسألة اليهودية. وكلمة (صهيونية) اشتقها الكاتب اليهودي النمساوي «ناتان برنباون» (1864 – 1937) من كلمة (صهيون)، ليصف بها هذا الاتجاه السياسي الجديد بين صفوف اليهود وغيرهم. أما بالنسبة لزعماء الصهيونية، فقد فكروا في مشروعات صهيونية أخرى قبل الاتجاه نحو فلسطين، بهدف إنشاء وطن قومي لليهود. لقد فكروا في استعمار «أوغندا» و«قبرص» وبعض دول أمريكا الجنوبية وأستراليا وغيرها. ولكن فلسطين حازت على موافقة أغلبية القادة الصهاينة لاعتبارات دينية وسياسية كثيرة.

قد يكون «هرتسل» هو مؤسس الصهيونية السياسية فعليًا، ولكن هذا لا يعني أنّ أفكاره كانت جديدة، فقد سبقه إليها كثيرون ومتعددون، بينهم اليهود وغير اليهود. ولئن كانت معظم الكتابات الصهيونية قد ظهرَت خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، فإنّ غير اليهود كانوا قد طوّروا الأفكار والبرنامج الأساسي، وبدأوا في نشر الوعي القومي اليهودي الموَجَّه نحو فلسطين، قبل عقد المؤتمر الصهيوني الأوّل بثلاثة قرون.

إنّ الصهيونية -كما يتضح من ذلك- ليست نفسها اليهودية، التي هي رسالة دينية؛ وإنّما الصهيونية حركة سياسية أسّس لها يهود وغير يهود، أفراد ومؤسسات وحركات، اجتمعوا على حلم استعماري، يتخذ من الفكرة الدينية عنوانًا، يلتئم تحته شمل اليهود ويحث هجرتهم إلى فلسطين. لقد أجاد مبتدعو هذا الفكر مخاطبة أقليات مشتتة ومستضعفة حول العالم، بحلم القوة والوطن.

لقد كان لهذا المفهوم ميزته في لم شمل أصحاب العقيدة -وإنْ كان هذا من وجهة نظرنا شأن لا يقيم دولة- ومن جهة ثانية، فإنّه يضع هذه الدولة المصطنعة خادمًا أمينًا وحارسًا موفور الطاقات للمصالح الاستعمارية الغربية الأوروپية سابقًا، وللدولة الأمريكية بالدرجة الأولى حاليًا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى