(حقوق المجاهر بالافطار فى رمضان !!!)

هل أصبح على الصائمين احترام مشاعر الغير صائمين !!!

يبدو العنوان غريباً وعجيبا بل ومثير للدهشة أيضاً، من الواضح أن رابطة الحقوقين فى العالم التى تعمل من أجل المظلومين فى كل مكان قررت فتح فرع جديد لها تحت إسم حرية الإفطار فى رمضان، الحقوقين هم مجموعة من الناس يدافعون عن الأقلية المقهورة فى أي مكان، تارة يدافعون عن المرأة التي تخرج عن طاعة زوجها، تارة أخرى على الأطفال المتمردين ضد أهلهم، بل تعدي الأمر هذا ليكونوا جبهات منظمة للدفاع عن المثليين، شاربي الخمر، الملحدين ….هكذا، شرط تواجدك داخل قوائم هؤلاء الحقوقين أن تفعل فعل ضد الشرع وهنا ستجد الأرض مفروشة لك من قبلهم، بل ستخرج أمام العالم عن طريقهم وكأنك غاندي أو جيفارا، امتدت فروع الحقوقيين لتدخل داخل المجتمع أكثر فأكثر وتطالب بحرية المجاهرة بالإفطار فى نهار رمضان، ركز معي، لم تطالب بحرية الإفطار ولكن حرية المجاهرة بالافطار !!!
منذ أيام حدثت حادثة غريبة فى كافتريا داخل أحد المستشفيات حيث كان يتواجد عامل نظافة يشرب السجائر فى نهار رمضان وماكان من صاحب الكافتريا إلا أن قال له : اطفىء السيجارة الناس صايمة
رفض عامل النظافة الذى ربما سمع عن حقوق المفطرين وبدأ شجار بينهما انتهى بطعن عامل النظافة لصاحب الكافتريا !!
تضاربت الأنباء حول سبب الشجار ولكن الأرجح كان هذا هو السبب، تبدو حادثة جنائية فى الوهلة الأولى، خلاف بين اثنين أيا كان السبب أدى إلي مقتل أحدهما، لكن الغريب في الأمر بمجرد توارد الأنباء عن سبب الخلاف، وأن بداية الشجار كان بسبب الإفطار فى رمضان، دق ناقوس الحرية دقته عند الحقوقيين ، ليخرج كُتّاب ومفكرين منزعجين بشدة مما حدث، أقاموا الدنيا واقعدوها من خلال جرائد مشهورة ومعروفة، ليس بسبب عنف الجريمة، ليس بسبب حق صاحب الكافتريا المقتول، لكن كان السبب هو الدفاع عن عامل النظافة!! القاتل؟
نعم !!
تساؤلات كيف وصل مجتمعنا لهذا، كيف لصاحب الكافتريا( المقتول) أن يتجرأ على عامل النظافة ويطلب منه إلقاء السيجارة ؟ أين إحترام مشاعر الغير صائمين !!! وبدأ العويل المعتاد، الهجمة السلفية الشرسة هى السبب، حصار المجتمع من قبل التيارات الدينية …وهكذا من الكلام المتكرر على مدي عقود، انزعج بشدة هؤلاء الكُتّاب والمفكرين من جرح مشاعر عامل النظافة المفطر وأعتقد أنهم سيتولوا الدفاع عنه باعتباره ( صاحب حق يدافع عن نفسه) جاك كسر حقه … أي حق هذا وما تلك المهزلة التي وصلنا إليها؟ يطالب أُناس يجرى فى عروقهم دماء مثلنا بحقوق المفطرين فى نهار رمضان، يندهش حقوقين دفاع على من يجاهر بالافطار فى رمضان قائلين ( هو عمل إيه يعني )
عمل الكثير يا محترم، أولها
-جاهر بهدم ركن واضح من أركان الإسلام التى تعلمها أولادنا فى صغرهم ونبح حس معلميهم كي يشرحوا لهم ماهي فرائض الإسلام.
-نشر سلوك يغضب الله وفعل -معصية كبيرة لا يعوضها صيام الدهر كله،
-ضرب بكل الآداب والاجتماعيات عرض الحائط .
-اعتدي على حرية الناس التي امتنعت عن الأكل والشرب إرضاء لأمر خالقها.
-أثر بالسلب على تربية كل رب أسرة يريد الحفاظ على أخلاق وسلوك أولاده، يعودهم على الصيام والصبر فى رمضان ويجد هؤلاء المجاهرين بالافطار يتم الدفاع عنهم، ماذا سيقول لهم !!

هذا كل مافي الموضوع يا سادة، عندما رأيت مقال المفكرين والحقوقيين عما حدث وبدأوا التطرق لمقاومة العنف والإرهاب الفكري، أخذت اتجول فى صفحات هؤلاء لم أجد إلا الدفاع المستميت عن كل الخارجين عن الشرع كما ذكرت، هما أخذوا على عاتقهم عهد بالدفاع عن المظلومين من وجهة نظرهم ولكن ما يحدث للفلسطنيين فى غزة هو رز بلبن لا يستدعي أن يعفر أحدهم قلمه البراق وسيفه البتار، تشعر مع تشدق أحدهم بالدفاع عن كل مظلوم ( من وجهة نظرهم) بأنك دخلت على موقع الكتروني متاح لكل مضطهد التسجيل فيه، لكن مع أهالي وأطفال غزة تجد هذا الموقع هنج واختفت معالمه؛
نتمني من المؤسسات الدينية الرد على كل تلك التراهات وأن تخرج فتاوي واضحة بعقاب المفطر فى رمضان الذى هدم الركن الرابع من أركان الإسلام وأقول لكل من يقرأ لهؤلاء وهم قلة الحمدلله، علموا أولادكم مراقبة الله فى السر وعدم المجاهرة فى العلن وليعلموا أن ( كل أمتي معاف إلا المجاهر ) احرصوا علي تعظيم أوامر الله عز وجل فالدخول يوم القيامة من باب الريان للصائمين هو أفضل مئة مرة من باب الحقوقيين والمنفلتين.
د/ محمد كامل الباز

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى