ماذا قدمت لعباد الله الصالحين ..بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله أعظم للمتقين العاملين أجورهم، وشرح بالهدى والخيرات صدورهم، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وفّق عباده للطاعات وأعان، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله خير من علم أحكام الدين وأبان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل الهدى والإيمان، وعلى التابعين لهم بإيمان وإحسان ما تعاقب الزمان، وسلم تسليما مزيد ثم أما بعد قيل أن الوزير المهلبي أبو محمد الحسن بن محمد بن هارون، كان وزير معز الدولة أبي الحسين أحمد بن بويه الديلمي، وكان من ارتفاع القدر واتساع الصدر وعلو الهمة وفيض الكف على ما هو مشهور به، وكان غاية في الأدب والمحبة لأهله، وكان قبل اتصاله بمعز الدولة في شدة عظيمة من الضرورة والضائقة، وكان قد سافر مرة ولقي في سفره مشقة صعبة واشتهى اللحم فلم يقدر عليه فقال ارتجالا.
ألا موت يباع فأشتريه، فهذا العيش ما لا خير فيه، ألا موت لذيذ الطعم يأتي، يخلصني من العيش الكريه، إذا أبصرت قبرا من بعيد، وددت لو أنني مما يليه، ألا رحم المهيمن نفس حر، تصدق بالوفاة على أخيه، وكان معه رفيق يقال له أبو عبد الله الصوفي، وقيل أبو الحسين العسقلاني، فلما سمع الأبيات اشترى له بدرهم لحما وطبخه وأطعمه، وتفارقا وتنقلت بالمهلبي الأحوال، وتولى الوزارة ببغداد لمعز الدولة المذكور، وضاقت الحال برفيقه في السفر الذي اشترى له اللحم، وبلغه وزارة المهلبي فقصده وكتب إليه، ألا قل للوزير فدته نفسي، مقالة مذكر ما قد نسيه، أتذكر إذ تقول لنضك عيش، ألا موت يباع فأشتريه، فلما وقف عليه تذكره وهزته أريحية الكرم، فأمر له في الحال بسبعمائة درهم ووقع في رقعته، ثم دعا به فخلع عليه وقلده عملا يرتفق به.
فإن أردت أن تتقرب إلى الله عز وجل فإنه لا تكفيك الاستقامة، فلابد من عمل صالح، فأنت فماذا بذلت؟ وماذا أعطيت لهؤلاء المسلمين؟ وماذا قدمت لعباد الله الصالحين؟ وماذا قدمت لخلق الله أجمعين؟ وماذا قدمت لغير البشر؟ هل عالجت قطة؟ هل أطعمت جائعا؟ هل سقيت حيوانا يعاني من العطش؟ لقد غفر الله لامرأة رأت كلبا يأكل الثرى من العطش، فهل لك عمل صالح؟ وهل حملت بعض هموم المسلمين؟ وهل أنفقت بعض مالك ووقتك وجهدك الذي لا تملك إلا غيره أحيانا؟ وهل أنفقت من علمك وربيت أولادك؟ فلابد من حركة نحو الله عز وجل، وإن الوهم داء يصعب التدخل لكبح جماحه إلا من الواهم نفسه فردا كان أو مجتمعا وهل هذا عيب فينا ام عيبا في الذي نبحث عنه ونجري وراه ومما لاشك فيه انه يكون العيب في من يجري وراء سراب ووراء خيط دخان.
ولو فكرنا قليلا سنجد اننا نحن المخطئون وليس السراب الذي كنا نقدس حياتنا من اجله، هكذا لابد ان نتعلم ونتعلم ولانقف مكتفين الايدي تاركين حياتنا لهذا السراب الذي لاوجود له في حياتنا، وأما الحقيقه فهى عندما تدق الساعة، سنرى حقا أن الحياة حلم بعيد عن الخيال هى حلم حقيقي وبالحقيقة التي لن يستطيع أحد الهروب منها فمااجمل ان نعيش الحقيقه بحلوها ومرها، ولابد ان نعيشها لابد ان نعيش واقعنا هذه هي الحقيقه التي لابد ان ندركها ولانغيب عنها ولابد ان ناخذ في عين الاعتبار عن الواقع الذي نعيشه، فهذه هي حياتنا وهذا هو الواقع وهذه هي الحياه.