المدينة الضائعة .. الأدبية: رجاء يوسف عبد الشوامرة

 حلقة من حلقات الموت اليومية !

عدت من الموت مرارا وتكرارا , أعانق ذاك الجدار العنصري في زمام مديني الحزينة ذو أجنحة شائكة كهربائية , جئت أبحث عن وطن آمن لي , أخبأ جسدي به من أصوات طرقات الموت هنا وهنالك , مشاهد من القيامة , الفزع الأكبر , وتلك الحرب المجنونة !!

بالأمس لم أنم سوى بضع من الدقائق العابرة كلمح البصر , فُزعت من تلك الزنانة التي تنهش أبط السماء , تفجر بصوتها على أناس لا حول لهم ولا قوة , تنبح على كل ما هو حي , استطلاعات متكررة !!

هنا في الوطن , استباحت الدماء على أنظار تلك الحكام , ولقاءات الغرب في بلادي المحتلة , والمصافحات للمستعمر الغربي الذي لم يلبث هنا سوى بضع سنوات لم تكن بالقصيرة ..

تُرى هل كانت أسفار التوراة سببا في ذاك ؟!

أم جعلوا من فرعون وهامان وجنودهما أسطورة في الباطل ؟!

ذهبت مسرعة إلى البيت , أعتد على عناق أمي في عودتي من المدرسة الثانوية , وتوبيخها لي على بعثرت الخزانة , وعلى تلك الطعام الذي تركته في الفطور , 

ولكن لم !!

أجد بيت

ولا أمي … 

ولا عائلتي ..

ولا خزانتي ..

الحرب خطفت كُل هذا , الحياة , الحب , السلام , الأمن !!

وقفت على ركام ذاك البيت المحطم , والدمع يتكور في وجنتيه ..

أرثي عائلتي , وتلك البيت المكتظ بالذكريات .. وأمتي الإسلامية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى