الدكروري يكتب عن: آثار التدخين على الفرد

 

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله تعالى طيب ولا يقبل إلا طيبا، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى فى سورة البقرة ” يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون” ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له” رواه مسلم، وإن التدخين خبيث بكل ما تحمله الكلمة من معنى، خبيث في الرائحة، خبيث في الآثار على الإنسان عموما.

لو عاد الإنسان إلى عقله وفكر وتأمل، وأما ضرره على البدن، فإنه يضعف البدن، ويضعف القلب، ويحدث مرض السرطان والسلّ والسعال، ويفضي إلى الموت، فكم من إنسان أنهك جسمه، وأفسد صحته، وقتل نفسه بما تعاطاه من هذا الدخان، ولا تغتروا بما يُرى من بعض الناس الذين يشربونه وأجسامهم سليمة، فإن هؤلاء المدخنين ليسوا بحسب مظهرهم، واسألهم ماذا يحدث لهم من قلة الشهية، وكثرة السعال، والنزلات الصدرية، والفتور العام، حتى في علاقته الجنسية مع زوجته، مما جعل التدخين سببا ضمن قائمة أسباب ظاهرة الطلاق، والتعب الشديد عند أقل عمل وكلفة، ولقد جاء الإسلام بكل نافع ومفيد للبشرية وحرم كل مفسد وكل طريق مؤدي إلي الشر وأما عن آثار التدخين على الفرد من الناحية الدينية، فقد قال الله عز وجل فى سورة المائدة. 

” إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون” فذكر الله تعالى أن من أسباب تحريم الخمر والميسر الصد عن الذكر وعن الصلاة، وهذه العلة هي متحققة أيضا في الدخان، لأن شاربه في العادة يهرب عن حلق الذكر، والقراءة ويألف اللهو، والباطل عادة، وهو غالبا من أكسل الناس عن الصلاة, وأبعدهم عن حضور المساجد إلا ما شاء الله، ومن صلى منهم رأيت عليه آثار التثاقل، فهو لا يأتي الصلاة إلا دبارا، وهكذا سائر العبادات، وبالأخص الصيام، فإنه أثقل على المدخنين من غيره، لأنهم به ينفطمون عن لذتهم وسلوتهم، وهي التدخين، وينالهم بتركه آلام وصعوبات نفسية، أما ضرر التدخين في المال، فاسأل من يشربه، ماذا ينفق كل يوم في شربه؟

ولو كان ينفق هذا المال فيما يعود عليه وعلى أهله بالنفع من الطعام الطيب والشراب الحلال واللباس المباح، لكان ذلك خيرا له في دينه ودنياه، ولكنه ينفق الكثير في هذا الدخان الذي لا يعود عليه إلا بالضرر العاجل والآجل، وأما من يتاجر به، ويتكسّب به، حتى صاروا بعد الإعواز واجدين، وبعد الفقر مغتنين، فلبئس ما كسبوا حراما، واكتسبوا آثاما، وإنهم لأغنياء المال، فقراء القلوب، واجدون في الدنيا معدمون في الآخرة، وإنهم إن تصدقوا به لم يقبل منهم، وإن أنفقوه لم يبارك لهم فيه، وإن خلفوه كان زادا لهم إلى النار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى