عندما يمتلئ الإنسان كبرا وتيها .. بقلم الكاتب / محمـــد الدكـــروري

 

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله، وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد إنه لو خسر الواحد منا نصف ماله أو حتي جزء منه لتكدر عيشه، وضاق صدره، ولم يهنأ بنوم ولا طعام ولا شراب، فكيف بمن فقد بيته وماله كله، وأصبح في العراء وحيدا شريدا فقيرا بعد أن كان ذا مال وأسرة ومنزل؟ فإنه يجب علينا أن صادقين في إيماننا، فيقول أحد السلف “لا يشم رائحة الصدق عبد داهن نفسه أو غيره” وإننا نعيش في عصر كل منا فيه يتهم غيره ويظن في نفسه أنه كامل لا عيوب فيه، سبحان الله، فكان المسلم يقابل المسلم. 

فيقول له يا أخي دلني على عيوبي غفر الله لك، أما مسلم اليوم، فإنه يمتلئ كبرا وتيها وإعجابا بنفسه، ولا يريد أن يسمع كلمة نصح أو وعظ، ويعتقد أنه لا ينبغي أن ينصح أو يوعظ، لأنه أفضل من كل الناس، فهل هذه تصرفات الصادقين حقيقة؟ لذلك نجد كثيرا من المسلمين اليوم منحرفون عن الحق، والغون في الضلال، خاضعون للشيطان، متبعون للهوى والشهوات، وأن زعموا بأنهم خلاف ذلك، وإن حياة الرياء والنفاق والضلال والانحراف، وعدم الصدق مع الله، والتي يعيشها بعض المسلمين اليوم، لهي حياة لا تجلب لهم نصرا، ولا ترفع لهم رأسا، ولا تعطيهم من الله عزا، لأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين الصادقين، وليست للكاذبين المنافقين، فهل يغيرون من أحوالهم ونتغير نحن معهم إلى الصدق مع الله قولا وعملا، فنحن نرجو ذلك.

لأننا إن فعلنا فسنكسب في الدنيا والآخرة، وصدق الله سبحانه وتعالى الذى يقول فى سورة محمد ” طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم ” فإن خلق الصدق دليل الإيمان ولباسه، ولبه وروحه، كما أن الكذب بريد الكفر ونبته وروحه، والسعادة دائرة مع الصدق والتصديق، والشقاوة دائرة مع الكذب والتكذيب، وإن الصدق هو من الأخلاق التي أجمعت الأمم على مر العصور والأزمان، وفي كل مكان، وفي كل الأديان على الإشارة به وعلى اعتباره فضله، وهو خلق من أخلاق الإسلام الرفيعة، وصفة من صفات عباد الله المتقين، ولذلك فقد وصف الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، بأنه جاء بالصدق، وأن أبا بكر وغيره من المسلمين هم الصادقين، وكما أن التحلي بالصدق كان من أوليات دعوته صلى الله عليه وسلم.

وكما جاء مصرحا بذلك في قصة أبي سفيان مع هرقل كما عند البخاري ومسلم، وفيها أن هرقل قال لأبي سفيان فماذا يأمركم؟ وهو يعني النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو سفيان يقول ” اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة، والصدق، والعفاف، والصلة” وكما أن الصدق سمة من سمات الأنبياء والمرسلين، وجميع عباد الله الصالحين، ويكفي الصدق شرفا وفضلا أن مرتبة الصديقية تأتي في المرتبة الثانية بعد مرتبة النبوة، ولقد أخبرنا الله في كتابه أنه لن ينفع العبد ولن ينجيه من عذاب الله يوم القيامة إلا الصدق، ولذلك فقد كان من أدعية القرآن الكريم التي حث الله رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم على أن يدعو بها الصدق في المدخل والمخرج، ولقد أمرنا الله تعالى بأن نتحلى  بهذا الخلق العظيم، وأن نكون مع الصادقين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى