بشري أنا !

بقلم أحمد شادي ..
متي بدات القصة يوما ما اصطدمت قدماي بكوب شاي فانطلق الكوب علي الارض زاحفا و انا انظر اليه و اعلم جيدا انه سيتحطم حقيقة لا يشغلني الكوب بل يشغلني ما سيتحطم بعد الكوب لانه انا من سيتحطم بعدها صوت صراخ اتي من خلفي ماذا فعلت حطمت الكوب؟ هل انت اعمي؟ دائما تحطم الاشياء؟ ستظل هكذا الي متي؟ لم اري الكوب يزحف علي الارض بل رايتتي انا.
منذ ذلك الوقت وانا اريد اجابات… هل استحق تحطيم الكوب كل هذا الصراخ؟ ماذا فعلت حقا؟ ما مدي مسئوليتي عن تحطيم هذا الكوب؟ هل من وضع الكوب في هذا المكان هو من حطمه؟ ام هي مسئولية مشتركة بيننا؟؟ هل حطمت الكوب؟ هذه هي الاجابة الوحيدة التي املكها فنعم انا حطمته ولكن هل انا اعمي؟ هل لمجرد امتلاكي نظرا لابد ان اري كل شئ؟ ام اني مجرد بشري ذو قوي محدودة؟
دائما تحطم الاشياء؟ لا اظن اني افعل ذلك فلست آلة تحطيم ولكن سابحث مليا في ذلك الامر لربما لا اكون بشريا. ستظل هكذا الي متي؟ سؤال يحمل الكثير فلو سلمت اني لست بشريا وفعلا احطم الاشياء فلابد ان اسلم باني لن اتوقف عن ذلك
جعل الله شخصا ما يضع الكوب في طريقي وخلقني بشريا لا اري كثيرا من الامور وقد احطمها بجهل مني او ربما لاني لا ارها و جعل الله شخصا ما ياتيني ليصرخ في وجهي ثم يطرح علي الكثير من الاسئلة التي لا تتماشي مع بشريتي الضعيفة فيخيفني صراخه و تلهيني اسئلته عن ان اذهب الي ذلك الكوب المحطم و ازيله عن الطريق كي لا يؤذي احدا وكي اصلح ما افسدته و بلا تفكير في من يا تري وضع الكوب في طريقي لاذهب فاصرخ في وجهه و اطرح عليه بعض الاسئلة اللامنطقية التي تلهينا جميعا.
فلا يعنيني الا اصلاح ما افسدته سواء كان بعلمي او بغير علم ساستمر اخطئ و اصيب… ساظل بشريا.