ماذا حدث خلف جدران البيت الأبيض خلال الهجمات الإيرانية الإسرائيلية؟

كشف عن كواليس وأسرار لحظات الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل والمخاوف والانتظار القاتل، الذي كان يعتري الرئيس الأمريكي جو بايدن ومساعديه خلف جدران البيت الأبيض، خلال لحظات الهجوم الإيراني خوفًا من فشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية في التصدي له.
كواليس مرعبة
راقب الرئيس الأمريكي بايدن وفريق الأمن القومي التابع له بقلق متزايد الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل في 13 أبريل، حيث رصد المراقبون في غرفة العمليات بالبيت الأبيض 30، ثم 60، ثم أكثر من 100 صاروخ باليستي إيراني يتجه نحو إسرائيل.
وكانت صواريخ كروز الإيرانية وسرب من الطائرات بدون طيار في الجو، وتم توقيتها للوصول في نفس وقت وصول الصواريخ– وهو وابل هائل كان بايدن ومساعدوه يخشون أن يتجاوز الدفاعات المعززة التي أمضوا هم وإسرائيل أكثر من أسبوع في إعدادها.
وقال مسئولون أمريكيون، في وقت لاحق، إن حجم الهجوم المباشر الأول لطهران على إسرائيل طابق أسوأ سيناريوهات وكالات التجسس الأمريكية، ولم يهدد ذلك حليفًا وثيقًا للولايات المتحدة فحسب، بل هدد أيضًا آمال بايدن في منع أزمة الشرق الأوسط المستمرة منذ ستة أشهر من الاتساع إلى حرب إقليمية شاملة.
وأوضح أنه خلال التجمع في غرفة العمليات الساعة 5:15 مساءً في ذلك السبت، لم يتمكن بايدن ومساعدوه من التأكد من أن أنظمة إسرائيل المضادة للصواريخ، والتي عززتها عمليات نشر الجيش الأمريكي المضادة للصواريخ والطائرات بدون طيار في الأيام العشرة الماضية، ستمنع ما يقرب من 99٪ من الصواريخ الإيرانية.
قال مسئول كبير في إدارة بايدن في غرفة العمليات في ذلك اليوم: “إن نتائج الدفاعات لم تكن واضحة حتى تم الإعلان عن النتائج رسميًا”.
وأوضح أنه خلف جدران البيت الأبيض كان الانتظار المؤلم أثناء القصف الإيراني، فكان أكثر اللحظات المتوترة في أزمة استمرت 19 يومًا لبايدن وفريقه للأمن القومي، حيث وجدوا أنفسهم غالبًا غير مطلعين أو غير متأكدين بشأن ما تخطط له كل من إسرائيل وإيران في الأوقات الحرجة.
بدأت الأزمة بهجوم فردي شن فيه الإسرائيليون ضربة جريئة على ضباط إيرانيين في دمشق دون أي تشاور مع الولايات المتحدة، وانتهت بعد أن ساعد تحالف من الجيوش الأمريكية والأوروبية في صد الهجوم الإيراني، وطالب الجميع إسرائيل بضبط النفس.
البداية من دمشق
وأكد أن الأزمة اندلعت في الأول من أبريل، عندما شنت إسرائيل غارة على مبنى في العاصمة السورية دمشق، ما أسفر عن مقتل كبار القادة العسكريين الإيرانيين، بما في ذلك الجنرال محمد رضا زاهدي، وهو شخصية مهمة أشرفت على العمليات شبه العسكرية الإيرانية في سوريا ولبنان لصالح الحرس الثوري.
وقبل دقائق قليلة من الغارة، نبه مسئول إسرائيلي نظيره الأمريكي إلى أن الضربة جارية، لكن المسئولين الأمريكيين قالوا إن التحذيرات لم تتضمن أي معلومات حول الجهة المستهدفة أو الموقع الذي تم ضربه.
وسرعان ما علم البيت الأبيض بهجوم إسرائيلي آخر غير متوقع وقع في نفس يوم الغارة على دمشق، حيث أدت غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار ضد قافلة مساعدات في غزة، إلى مقتل سبعة عمال من جمعية المطبخ المركزي العالمي التابعة للطاهي الشهير خوسيه أندريس.
وبعد وقت قصير من غارة دمشق، كان السفير الإسرائيلي مايكل هرتزوغ والملحق الدفاعي الإسرائيلي في البيت الأبيض، حيث عقد مستشار الأمن القومي جيك سوليفان وغيره من كبار مساعدي البيت الأبيض مؤتمرًا عبر الفيديو مع المسئولين الإسرائيليين، وفي محادثة جانبية، أوضح هرتزوغ أن إسرائيل استهدفت زاهدي وغيره من كبار الضباط الإيرانيين، حسبما قال مسئولون أمريكيون.