دعي الهوى لأهل الهوى إن الهوى يا سيدتي حظوظ تنتقينا. قولي لي ماذا جنينا من الحب سوى ركض في شعاب منافينا. ماذا جنينا سوى أننا أضعنا العمر و ربحنا الوهم و خسرنا يقينا.. دعي الهوى و تعالي نترافق في درب الضياع دعي الحفل الكاذب الصاخب و الوجوه المستعارة و القلوب المستعارة و الحروف المستعارة و لنهرب من غير وداع.. دعي الهوى و دعي أحاديث الروح و النبض و الأشواق و كل ما كان من أكاذيب العشاق دعي النجوم و المساء و القمر دعي السمر و رسائل عشق دافئة بصقيع الأوراق. دعي كل تلك الهمهمات الخائفة فإذا كنّا قد فشلنا صدقاً و عفوية و براءة و نقاء تعالي نجرّب درباً آخر غير جبن الشتاء ما الحب يا سيدتي سوى كأس و أنس و محبة و قبلة و عناق.. فاملأي الكأس تلو الكأس و كسري عقارب الوقت و ارفعي صوت المصابيح كي يتلاشي صوت ضميري صوت الحنين إلى الأمس حتى إذا ما غاب عقلي و خمد ضميري قطعت آخر أوشاج روحي و أحييت بديلاً عنها نفسي.. يا صديقتي و رفيقتي في الخذلان قولي لي ما السبيل ما البديل ما يفعل المقتول المغدور عشقاً سوى عن سحق اليأس باليأس.. فسلام على من خانوا براءتنا و سلام علينا يوم وعينا الدرس..