مراجعة لرواية “مقامرة على شرف الليدي ميتسي” …بقلم/ محمد كمال قريش

لأول مرة أقف أمام عمل أريد الكتابة عنه، ولا أعرف من أين أبدأ وكيف!
فكرت في أن أضع اقتباسات منها وكفى؛ فإنها ستقول كل شيء، ستختصر ما أود قوله.. وتختصر الرواية!
الأمل وهم أم حقيقة؟ يُسعد أم يًحزن؟
هل نتجاهله لنحيا سعداء بدونه، أم نتشبث به، لنحيا سعداء به؟ أم العكس، في تجاهله، وفي التشبث به.. يكمن الحزن.. وينبت الشقاء؟!
ربما لم أهتم كثيرًا بتلك الأحداث التي سيرها الكاتب في تلك الحقبة الغنية بالأحداث التي غيرت كثيرًا في البلاد، لكني أحببت ذلك؛ كونه جاء بأحداث عادية، ربما لم يتعرض لها أحد من قبل، فجعلها تبدو مهمة، وجعلنا نتعرف عليها.. ومن خلالها، جعلنا نعيش معاناة الشخصيات ونحمل همهم.. حقًا.. لآخر كلمة في الرواية كنت أحمل همهم.. وأظنهم لن يفارقوا عقلي وقلبي لفترة.
أحببت كونها رواية شاعرية، لم تتعرض للتاريخ. وأحببت وتذوقت لهجة تلك الفترة.. ورأيت في مرعي المصري، شخصية الرجل المصري.. حيث القوة والشطارة وخفة الدم.. والمروءة.
لن أختصرها، لن أحكي عن أبطالها كيف كانوا وماذا فعلوا.. مثلها لا يّختصر..
من الكلمة الأولى للأخيرة لم أشعر بشيء من ملل، أو رغبة في تركها. بل وددت لو اتيح لي الوقت لقراءتها مرة واحدة..
المرسي أديب كبير..
يعرف كيف يشرح، ويسرد، ويعبر..
لغته قوية، مفرداته جيدة، طوّع اللغة ليتحدث بلهجة من مئة عام..
______
اقتباسات:
– “إنّ هؤلاء الذين لم يصلوا لآمانيهم، يعيشون طوال حياتهم وهم يجرونها وراءهم، كمن رُبطت فيه جثة.”
– “لا يوجد مصير أسوأ من أن يُترك الإنسان وحيدًا في مواجهة موته.”
– “غرباء هؤلاء البشر الذين كلما نظرنا لوجوههم شعرنا بالحب والحزن في آن واحد.”
– “إن المنحة الوحيدة التي يمكن أن يمنحها العقل لكل من فقدوا الأمل، هي المقدرة على خداع أنفسهم بأمل جديد.”
– “لو النفر يعرف يختار.. كنت فارقت الدنيا دي من زمان، بس هي تعيش، على الأقل تفتكرني. لو هي راحت يا مرعي، مين هيفتكرني؟”
– “أنا أقول دائمًا إن الأمنيات مثل خيول السباق، يمكن أن يعيش الإنسان طوال عمره يراهن عليها، وهو يعلم أنه سيخسر، لكنه لا يملك مع شوقه للفوز إلّا أن يفعل ذلك، دون أن يفقد الأمل.”
– إنً هناك لذت تكمن في انهيار كل شيء، ربما أمل للبداية من جديد.”
– خائفة من أن أفقد الأمل، بالوصول له، أحيانًا تكون أمنياتنا غير المحققة هي ذريعتنا للاستمرار.”
– “صعبة هي الحياة، ومؤلمة، إنها لا تعطينا ما نريده أبدًا، على الأقل لا تعطينا كل ما نريده، ولكن هو الآن يفهم حقيقتها، إنً هناك ألمًا لن يزول، ولكن هناك معنى وحيد للحياة يعرفه الآن، وهو تحمل المضي عبر الأيام مع الألم.”