الدكروري يكتب عن: أعظم أنواع الغش

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما مزيدا، ثم اما بعد، إن مظاهر الغش والخداع والكتمان واستغلال الناس كثيرة والغش يدخل في البيوع بكتمان العيوب وتدليس السلع مثل أن يكون ظاهر المبيع خيرا من باطنه كالذي مر عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأنكر عليه ويدخل في الصناعات كلها فيجب النهى عن الغش والخيانة والكتمان ولنعلم أن غش المسلم وخيانته وخداعه والمكر به أمر يخالف شرع الله، وغش المسلم وخيانته وخداعه والمكر به أمور تخالف شريعة الإسلام لأن الواجب عليك محبة أخيك، والنصيحة له إذا استنصحك تشير عليه بما تعلم له الخير وتمنعه عما تعلمه من سوء.
ومن هنا يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل الله منه عمل أربعين يوما، وأيما عبد نبت لحمه من سحت فالنار أولي به” وإن من أعظم الغش أن تغش أخاك المؤمن بأن تزين له الباطل وتفتح له باب الباطل وتسويف له التوبة حتى يستمر بمعاصيه وطغيانه، وإن الواجب عليك أن تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر أما أن تعينه على فساده وعلى الاستمرار على طغيانه فهذا غش له وخيانة يجب عليك أن تردعه عن ظلمه، ومن هنا يقول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ” انصر أخاك ظالما أو مظلوما قلنا يا رسول الله نصرته مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ فقال صلى الله عليه وسلم “تكفه عن الظلم فذاك نصرك إياه” ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ” قال الدين النصيحة” قلنا لمن يا رسول الله؟
قال ” لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم” فالمسلمون عموما تنصح لهم، ومن غشّ المسلم للمسلم أن يزين له الباطل ويعزز له المعاصي والخطايا والسيئات، أو يحثه ويحرضه في المذاهب الضالة والآراء الشاذة والمذاهب الضالة التي هي على خلاف طريق الإسلام وهديه، فأعظم الغش من يغشون شبابهم ويزين لهم الباطل ويُحسن الخطايا والسوء ويدعوهم للخروج مع الفئات الضالة لا يعلمون حقيقة أمرهم إلا أنهم على خلاف أمرهم خُدعوا وانخدعوا ولو علموا حقيقة أمرهم ما تبعوهم على باطلهم وضلالهم، وإن من الغش هو الدعوة السيئة لكل باطل ولنعلم أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم إلى المصلى فرأى الناس يتبايعون فقال يا معشر التجار فاستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه.
فقال ” إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا إلا من اتقى الله وبر وصدق ” رواه الترمذي، وإن من غشك لأخيك للمسلم أن تغشه في التعامل معه فأخوك المسلم يلجأ إليك لكونك مؤمنا مثله فإذا غششته وخنته كنت من الخائنين والله عز وجل يقول ” إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها” ومن الأمانة النصح لأخيك المسلم إذا أراد اتهام الباطل بحد ظلمه وأنقده منه وقل له هذه سُبل ضلال ويجتهد أن يبتعد عنها وأنك أن تكون من المسلمين حقا، فاللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زادا لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين.