كشف الضر ورفع البلاء ..بقلم الكاتب / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، ثم أما بعد ما أجمل أن يديم الإنسان ذكر الله تعالى في حال الشدة والفرج، وحال البلاء والعافية، ولا يكون من الذين حذرنا القرآن الكريم من أفعالهم، حيث نسوا ذكر الله تعالى حال العافية، ولم يشكروا نعمه، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى محذرا من أفعالهم ” وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسى ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله” فهذه الآيات تصور أحوال الذين يتضرعون إلى الله تعالى بالدعاء عند البلاء والشدة، فإذا كشف الله عنهم الضر ورفع عنهم البلاء.
عادوا إلى ما كانوا عليه من أحوالهم السيئة، وما أحوجنا إلى شكر نعم الله عز وجل عند الرخاء، والصبر عند البلاء والابتلاء، وإدامة ذكره سبحانه في السراء والضراء، حيث يقول نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء فى الرخاء” ويقول النبى صلى الله عليه وسلم “تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة” ويقول الصحابى الجليل أبو الدرداء رضي الله عنه ادع الله يوم سرّائك يستجب لك يوم ضرّائك، اللهم فرج هم كل مهموم ، وارزقنا شكر نعمك وآلائك” ولكن للنصر والفرج مفاتيح ينبغي أن نعمل بها ومن أول مفاتيح الفرج وأهمها هو قرع أبوب السماء بالدعاء والتضرع ، ولله در القائل ياصاحب الهم إن الهم منفرج ابشر بخير فإن الفارج الله، اليأس يقطع أحيانا بصاحبه لاتيأسن فإن الكافي الله.
إذا بليت فثق بالله وارض به إن الذي يكشف البلوى هو الله، الله يحدث بعد العسر ميسرة لا تجزعن فإن الصانع الله، والله مالك غير الله من أحد فحسبك الله في كل لك الله، وإن الدعاء فضله عظيم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الدعاء هو العبادة” رواه احمد والترمذي, وأفضل العبادة الدعاء، وكما قال النبى صلى الله عليه وسلم “أفضل العبادة الدعاء” رواه الترمذي وابن ماحه والبخاري، وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال النبى صلى الله عليه وسلم “إن أعجز الناس من عجز عن الدعاء و أبخل الناس من بخل بالسلام أعجز” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء” وعلينا أن نكثر من كلمات الفرج, ودعاء الكرب عند الشدائد والتي يقول فيها صلى الله عليه وسلم.
“لا إله إلا الله العلى العظيم، لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم” وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وهو قربة لكم إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم” رواه الترمذي، وإن من مفاتيح الفرج هو الصبر والصلاة، حيث قال الله تعالى فى سورة البقرة ” يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين” وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى” رواه أبو داود، فتغيير المنكر وإزالة الظلم والاستبداد يحتاج منا إلى صبر ومصابرة واستمرار في الدعوة إلى الله حتى يتحقق الهدف المنشود من التغيير نحو الأفضل، وللدعاء مع البلاء ثلاث مقامات، أن يكون الدعاء أقوى من البلاء فيدفعه.
وأن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء فيصاب به العبد، ولكن يخففه وإن كان ضعيفا، وأن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه، ولهذا شرعت صلاة الاستخارة والدعاء فيها، بأن العبد يسأل ربه عز وجل في أي أمر يقدم عليه، بأن كان هذا الأمر خير له في دينه، ومعاشه، وعاقبة أمره، أن ييسره له، وإن كان هذا الأمر نقيض ذلك، أن يصرفه عنه.