التكريم والتشريف لرسول الله .. بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

 

أحمده الحمد كله، وأشكره الشكر كله، اللهم لك الحمد خيرا مما نقول، وفوق ما نقول، ومثلما نقول، لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث، عز جاهك، وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، ولا إله إلا أنت، أشهد أن لا إله إلا الله شهادة أدخرها ليوم العرض على الله، شهادة مبرأة من الشكوك والشرك، شهادة من أنار بالتوحيد قلبه، وأرضى بالشهادة ربه، وشرح بها لبه، وأصلي وأسلم على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، صلى الله وسلم على كاشف الغمة، وهادي الأمة، ما تألقت عين لنظر، وما اتصلت أذن بخبر، وما هتف حمام على شجر، وعلى آله بدور الدجى، وليوث الردى، وغيوث الندى، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد، إن الله عز وجل نادي حبيبه المصطفي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم بصفته بخلاف غيره من الأنبياء.

فقد خاطب الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم بالنبوة والرسالة ولم يناده باسمه، زيادة في التكريم والتشريف أما سائر الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام فخوطبوا بأسمائهم، وقال العز بن عبد السلام رحمه الله، ولا يخفى على أحد أن السيد إذا دعى أحد عبيده بأفضل ما وجد فيهم من الأوصاف العلية والأخلاق السنية، ودعا الآخرين بأسمائهم الأعلام لا يشعر بوصف من الأوصاف ولا بخلق من الأخلاق، أن منزلة من دعاه بأفضل الأسماء والأوصاف أعز عليه وأقرب إليه ممن دعاه باسمه العلم، وهذا معلوم بالعرف أن من دعي بأفضل أوصافه وأخلاقه كان ذلك مبالغة في تعظيمه واحترامه، وناده بوصف كان يحبه صلى الله عليه وسلم وصف العبودية في مواضع تدل على التعظيم والتبجيل. 

لأن لفظة العبد تطلق ويراد بها معان كثيرة، منها العبودية العامة، وهي لجميع الناس، برهم وفاجرهم، ومؤمنهم وكافرهم وبرهان هذا هو قوله تعالى فى سورة مريم ” إن كل من فى السماوات والأرض إلا آتى الرحمن عبدا” وكذلك العبودية الخاصة وهى للمسلمين والمؤمنين بصفة عامة، وهذه خاصة بالمؤمنين، وأمثلة هذا في القرآن كثيرة جدا، وأيضا عبودية خاصة الخاصة كما قال بعض العلماء، أو نقول عبودية خاصة بصفة خاصة، وهذه للأنبياء والمرسلين، وذلك إذا كانت لفظة عبده مضافة إلى ضمير الجلالة، كما هو مصطلح القرآن، فإنه لم يقع فيه لفظ العبد مضافا إلى ضمير الغيبة الراجع إلى الله تعالى إلا مرادا به النبي صلى الله عليه وسلم والإضافة إضافة تشريف لا إضافة تعريف لأن وصف العبودية لله متحقق لسائر المخلوقات، فلا تفيد في إضافته تعريفا. 

فأسأل الله عز وجل أن يردنا إلى دينه ردا جميلا، وأن يطعمنا حلالا، وأن يستعملنا صالحين، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يختم لنا بالحسنى، إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين، واللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، ولا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا كربا إلا نفسته، ولا دينا إلا قضيته، ولا عسيرا إلا يسرته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا حاجة هي لك رضا ولنا فيها صلاح إلا أعنتنا على قضائها، ويسرتها برحمتك يا أرحم الراحمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى