كواليس الحرب بقلم : لواء / حسام سمير

فى ظل المضى قدما نحو تنفيذ المخطط وتحقيق الهدف الاستراتيجى المحدد تذهب اسرائيل عابثة وغير مبالية ولاتكترث بكل مايحيطها فى اتخاذ خطوات اكتمال السيناريو المحزن ..ورغم كل النداءات والتوسلات والمؤتمرات والاجتماعات والرحلات المكوكية للدبلوماسيين والعجز الناطق بكل مافيه من ألم وقبح . فلم يبقى على النهاية الا القليل فقد اقتربت ودنت من الخط الأخير ..فى مشهد ساخر مبكى متكرر تبدو فيه أمريكا العاجزة سيدة العالم القبيحة المتغطرسة بصورة الرافضة لكل ما تفعله اسرائيل فى الفلسطنيين هذا فى العلن..بينما هناك خطوات مرسومة وخطط مدروسة بين اسرائيل وأمريكا تخفياها بين الكواليس
تستمر اسرائيل فى القصف والقتل والإبادة متخذة الحكومة المتطرفة ماجاء فى توراتهم المحرفة نهجا وعقيدةفى قتل العماليق وحرق نساءهم وقتل أطفالهم وذبحهم..فكل ماهو عربى يجب إبادته وسحقه
وبينما تخفق الدبلوماسية فى جولاتها المتعددة منذ بدء الحرب وعلى مدار السبعة أشهر الماضية فى تحقيق أى تقدم على المسار التفاوضى بعد انهيار كل المبادرات وتمسك طرفى النزاع ببعض المطالب التى أفشلت التوصل لحلول
تستغل اسرائيل الوقت وتسرع فى كل الخطى المرسومة ..فرئيس وزرائها يهدد باجتياح رفح باعتباره المعقل الأخير لحماس فى أرض غزة ..وبينما يحذر العالم كله من توابع الاجتياح وماسيسفر عنه من مذابح تقترب حماس من توقيع اتفاق الهدنة المؤقتة تخسر فيها كل أو جزء من ورقتها الأخيرة التى مازالت تبقيها جالسةعلى طاولة اللعب وهى الأسرى الاسرائيليين لديها ..أما أمريكا فهى تبدو وكما لو كانت أمام الجميع حائرة تقدم الحلول لإنهاء الحرب وهى تثير الدهشة والتعجب بإعلان استعدادها بقبول مجموعات من الفلسطينيين فى الأراضى الأمريكية وبما يتماشى مع سياسة تفريغ القطاع من مواطنيه فأما القتل أو التهجير ولاخيار ثالث لهما . . أما الشمال داخل القطاع فهناك يتم التجريف وإزالةالمبانى مما يمكن إطلاق الوصف عليه بسياسةالأرض المحروقة ..هناك ستكون المنطقة الأمنة لتنفيذ مخطط الممر العالمى والتى تدخل إليه أمريكا بإنشاء رصيف بحرى تحت دواعى ادخال المعونات الإنسانية بحرا من خلاله ..وبعد أن سيطرت اسرائيل على الغاز اللبنانى اتجهت إلى أحكام السيطرة على الغاز الغزاوى لتنفرد وبنفسها ولنفسهابغاز شرق البحر المتوسط بينما تستمر ضرباتها المتوالية إلى الأراضى السورية ولميناء اللاذقيةلتحييد سوريا وإيقاف منافستها لها .وقد اتجه رجال الأعمال اليهود شمالا إلى الجنوب الأوروبى القريب لاستئجار الموانى البحرية فى قبرص اليونانية وشراء المزيد من الشركات القبرصية ذات النشاط المرتبط بأعمال التصدير والاستيراد ليكون ذلك مدخلها ومركز توزيعها لمنتجات وطاقة الشرق الى أنحاء القارة الأوروبية .
فى هذه المرة التى هاجمت فيها حماس اسرائيل قدمت لها فرصة لم تكن تحلم بها وبدلا من أن تحيى بها القضية الفلسطينية التى توارت وانزوت خلال العقد الماضى ..عادت بها إلى الوراء أكثر مما كانت عليه حتى أصبح مايسمى بحل الدولتين نوع من الهراء والاستهلاك العالمى فى أمل واهم بعيد المنال .
يدرك نتنياهو وحكومته المتطرفة أن معنى توقف القتال هو يساوى أمامه محاكمته بتهمة الفساد لهذا فهو ينظر لليوم التالى للحرب بشكل أخر فهو يأمل بأن يغفر له الداخل الاسرائيلى خطاياه باحتلال قطاع غزة والسيطرة عليه وإعلانه القضاء على حماس عند وصوله إلى خطوط التماس مع مصر معلنا انتصار ساحق يحوله إلى بطل قومى بدلا من أن يكون لصا سارقا يقف وراء القضبان الحديدية
تعربد اسرائيل جامحة وفى كل الاتجاهات بينما تمدها أمريكا ومن وراءها أتباعها الأوروبيون بكل ما تحتاجه وبقوة من عتاد وسلاح ومؤن
فى حين تقف أمام العالم كله ضد مايدين اسرائيل
أنه الحلم اليهودى الغربى من النيل للفرات ..خريطة لم تكتمل أجزائها ولكن رساموها يخطوا بأقلامهم المسمومة جزءا جزءا ..إنها مؤامرة العصر التى تبحث عن نهاية لها وهاهى تمضى فى طريقها المحدد لها