الانتخابات التشادية بين النزاهة والصورية:_

حقيقة التنافس بين محمد إدريس ديبي ورئيس وزرائه ماسرا:

على الرغم من أن الانتخابات التي تجري الان في تشاد تعتبر من اول الانتخابات في منطقة الساحل بعد سلسلة من الانقلابات العسكرية، صاحبها تغير في العلاقات الدبلوماسية لدول المنطقة مع الغرب عموما ومع المستعمر القديم(فرنسا) على وجه الخصوص وقد شهدت هذا العلاقات تدهورت وصل إلي حد القطيعة في بعض الدول.

تشاد ليس بمنأى عن هذا التغير في العلاقات(التدهور) فقد قامت قبيل فترة بسيطة من الانتخابات بطرد القوات الأمريكية من اراضيها فيما قالت أمريكا أنها إعادة تموضع لقواتها  وترجى إعادة علاقاتها وربما قواتها إلي تشاد بعد الانتخابات.

وقد لا تكون قطع العلاقات التشادية مع الغرب بحدة الدول الأفريقية الأخرى وقد يتبع ديبي الإبن سياسة لينه في تعامله مع هذة الدول خاصة وانه لا زال حليف لفرنسا وروسيا معا.

ازدواجية محمد ديبي في العلاقات الدبلوماسية:

قد يكون هذا التواجد المزدوج لفرنسا وروسيا في تشاد ، بوادر لإعلان تحالف الدولتين، أو أن محمد إدريس دبي يمكنه الاحتفاظ بعلاقات مزدوجة.

وبهذا يضمن اتنو الاعتراف بنتائج الانتخابات التي ترى احزاب معارضة عدة أنها انتخابات صورية كما حرضت هذة الاحزاب الشعب على مقاطعها وعدم الادلاء باصواتهم.

ما بين طيات الحملات الانتخابية:

على الرغم من تلك الدعوات الا أن هناك تسعة اخرين من أحزاب مختلفة منافسة لكاكا في هذة الانتخابات وقد يكون محمد كاكا الأقرب للفوز.

عند متابعه الحملات الانتخابية نشاهد جمهور محمد إدريس ديبي وهم يصورنه كمنقذ للبلاد وهو الأجدر على حكم البلاد ويستخدم كاكا خطابات عاطفية نوعا ما لمخاطبة شعبه ك(انتخبوا ابن اختكم)، وقطع الوعود  كمجانية بعض الخدمات الاسياسية لوقت من الزمن في حال انتخابه،

وبالمقابل لا يمكن الاستهانة بالمرشح الأقرب لكاكا هو سيكسه ماسرا وهو رئيس الوزراء في المرحلة الإنتقالية الحالية.

مدى جدية وحدة الانتخابات:

ترشح رئيس المجلس الانتقالي ورئيس وزراء حكومته كمتنافسين في الانتخابات شككت الكثير من المعارضين التشاديين في نزاهة الانتخابات، وأنها غير حقيقة ويرون أنها لعبة لإلهاء الشعب ونتائجها محسومة مسبقا.

ولكن الحملات الانتخابية كانت حادة بين كاكا وماسرا وتبدو أنها حقيقية، كما تشير بعض الاخبار على ظهور نتائج أولية الي اكتساح ماسرا الانتخابات في بعض المقاطعات.

ماسرا معارض شرس لنظام ديبي الاب ومن بعده الابن، وقد صدرت ضده مذكرة اعتقال دولية من المحكمة العليا في انجمينا متهمة اياها ب”التحريض على الكراهية والتمرد” ومحاولة تقويض النظام الدستوري”.

وقد استطاع محمد ديبي سحب ماسرا إلي جانب وتوليه منصب رئيس وزراء تشاد.

وهي خطوة يمكن ترجمتها بحرق شعبية ماسرا بعد توليه المنصب وعجزه عن تحقيق اي تغير يلمسه الشعب.

خاصة وأن خطابات ماسرا للشعب تلامس الواقع كثيرا، وتركت حملته على انتقاد أسرة ديبي والحكومة على مر 34عاما في الحكم.

سيناريوهات الحكم والتنافس بين كاكا وماسرا:

ويبقى السيناريو الأقرب لترجمة ترشح كاكا ورئيس وزرائه لرئاسة تشاد سوف تنتهي بتحالف الاثنين مرة أخرى لحكم تشاد.

خاصة وان ماسرا قد صرح سابقا انه اذا فاز في السباق الانتخابي سوف يتيح الفرصة لديبي في إعادة هيكلة الأمن والدفاع.
ويلمح التصريح إلي التعاون المشترك للمتنافسين في الحكومة المقبلة.

ويتعبر المرشحان الأقرب للفوز سيكسيه وكاكا لهم تحالفات دولية مختلفة فالأول يدعمه معسكر أمريكا وفرنسا اما الثاني هو الأقرب للمعسكر الروسي.
وتواجه ماسرا معضلة العنصرية واتهامه بالسعى وراء فصل تشاد اما كاكا فتلاحقه تهم وراثة العرش والعنف ضد المعارضين وفساد الحكومة والمسؤولية.

التحديات التى تنتظر الحكومة المقبلة:

بغض النظر عن من يفوز في هذة الانتخابات فهناك أساسيات ينتظرها شعب تشاد من الحاكم القادم تتمثل اولها أمن ما بعد الانتخابات وعدم جر البلاد للانزلاق الأمني من قبل أنصار اي من المرشحين الذين لم يفوزوا في الانتخابات،  وجر البلاد لحر:ب أهلية وتاريخ تشاد حافل بمثل هذة الحروب.

كما توفر اسياسيات الحياة من مياه صالحة للشرب وكهرباء والحد من العطالة والمعالجة الاقتصادية  وتوفر سبل المعيشة، كل هذة الملفات تعتبر من الاولويات التي يترجاها الشعب من الرئيس الجديد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى