مشاهد النكبة تتكرر فى ذكراها الـ «76».. الفلسطينيون يتمسكون بحق العودة ورفض التهجير.. ورام الله: حقنا لا يسقط بالتقادم

رئيس الوزراء الفلسطينى : اعتداءات الاحتلال لن تدفعنا للركوع والاستسلام

 

استمر عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين فى الفرار أمس من مدينة رفح فى أقصى جنوب قطاع غزة بالتزامن مع الذكرى الـ ٧٦ لنكبة ١٩٤٨، فيما أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين الفلسطينى محمد مصطفى أن «وعى شعبنا وتمسكه بأرضه ووطنه سيُسقِطان كل محاولات التهجير المستمرة منذ النكبة، وليس آخرها مخططات تهجير أهلنا فى غزة بعد ثمانية أشهر من عمليات التدمير المُمَنهج والإبادة الجماعية المستمرة والتى تسببت بأكثر من ١٠٠ ألف من الشهداء والجرحى».

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا» عن رئيس الوزراء قوله، بمناسبة ذكرى النكبة، إن «تصاعد اعتداءات الاحتلال ومستعمريه فى الضفة الغربية بما فيها القدس لن يدفع شعبنا إلى الركوع والاستسلام والرحيل، وسيصمد شعبنا وقيادته فى وجه التهديدات الإسرائيلية كما صَمد طيلة العقود الماضية».

وأشار إلى أن «إحياء أبناء شعبنا فى الوطن والشتات فى مختلف بقاع العالم لذكرى النكبة، وتصاعد التأييد الدولى للقضية الفلسطينية والتظاهرات والاحتجاجات التى تشهدها أغلب دول العالم، يؤكدان أن الحق الفلسطينى لايسقط بالتقادم، ويعكسان إيمان العالم بحقوق شعبنا، ويكشفان قُبح الاحتلال وزيف روايته، ويقرِّباننا أكثر فأكثر من إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس».

فى غضون ذلك، أصدرت حركة «حماس» بيانا ذكرت فيه أن نكبة الشعب الفلسطينى المستمرة منذ ٧٦ عاما والإبادة الجماعية المتواصلة فى غزة تمثل وصمة عار على جبين الصامتين تجاهها، ودعت إلى تجريم إسرائيل وإنهاء الاحتلال.

وطالبت حماس الأمة العربية وكل الأحرار فى العالم بالضغط بكل الوسائل لوقف العدوان الصهيونى ضد الشعب الفلسطينى ومقدساته، ودعم صمود ونضال متطلع للحرية والاستقلال.

وأدانت دعم وانحياز الإدارة الأمريكية للعدوان والإجرام الصهيونى المتواصل فى قطاع غزة والضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، وسياسة ازدواجية المعايير التى تمارسها القوى الغربية فى التعامل مع قضية الشعب وحقوقه المشروعة.

فى الوقت نفسه، أكدت منظمة التعاون الإسلامى أن النكبة الفلسطينية لا تزال حية فى الذاكرة الفردية والجماعية للأمة الإسلامية، باعتبارها علامة قاتمة فى الضمير الإنسانى وانتكاسة لقيم الحرية والعدالة، لما سببته من مآسٍ إنسانية وتشريد جماعى وإنكار للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطينى.

وجددت المنظمة تأكيد مسئولية المجتمع الدولى تجاه ضرورة إنهاء الاحتلال، وتفعيل آليات العدالة الدولية لمحاسبة إسرائيل، على ما ارتكبته من جرائم ضد الإنسانية، وتصحيح الظلم التاريخى الذى ما زال واقعا على الشعب الفلسطينى.

وأعربت عن تقديرها وتثمينها لدور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الـ«أونروا»، وجهودها الدءوبة فى توفير الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين الذين يقدر عددهم بـ6.5 مليون لاجئ، مؤكدة ضرورة استمرار دورها باعتبارها تمثل الشاهد الدولى الحى على مأساة اللاجئين، وتجسد التزام المجتمع الدولى تجاه تطبيق قرارات الأمم المتحدة، وضرورة إيجاد حل عادل ودائم لمسألة اللاجئين الفلسطينيين.

وسلط تقرير لوكالة أنباء «أسوشيتيد برس» الأمريكية الضوء على ذكرى النكبة، مشيرا إلى أنه عقب حرب ٤٨ نزح أكثر من ٧٠٠ ألف فلسطينى وتم إجبارهم على ترك أراضيهم، وقد نزح أكثر من ضعف هذا العدد منذ بداية الحرب الأخيرة، فيما قالت وكالات الأمم المتحدة إن ٥٥٠ ألف شخص ما يقرب من ربع سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة نزحوا حديثا فى الأسبوع الماضى فقط.

ورصدت روايات مختلفة لمجموعة من الفلسطينيين الذين عاشوا النكبة من بينهم أم شادى الشيخ خليل، التى نزحت من مدينة غزة وتعيش الآن فى خيمة فى بلدة دير البلح وسط غزة، قائلة: «لقد عشنا النكبة ليس مرة واحدة فقط، بل عدة مرات».

وفى مركز لرعاية المسنين، تستذكر أمينة طاهر اليوم الذى تعرض منزل أسرتها فى دير البلح للقصف وانهار فوق رءوسهم عام ٤٨ وتم انتشالها من تحت الأنقاض حيث كانت تبلغ آنذاك ٣ أعوام دون أن تصاب بأذى لكن شقيقتها البالغة سنة واحدة استشهدت.

و«النكبة» مصطلح يطلق على اليوم الذى سيطرت فيه الحركة الصهيونية بدعم من الاحتلال البريطانى بقوة السلاح على القسم الأكبر من فلسطين وإعلان قيام الكيان الصهيونى فى ١٥ مايو ١٩٤٨ بعد مجازر دامية هجرت فيها مئات الآلاف من أصحاب الأرض الأصليين.

وخلال تلك الأحداث التى رافقها تدخل عسكرى عربى ضد الاحتلال اليهودى لفلسطين ــ استشهد عشرة آلاف فلسطينى على الأقل فى سلسلة مجازر وعمليات قتل مازال معظمها مجهولا، فنكبة فلسطين هى نكبة احتلال المقدسات وفصل الشعب عن أرضه وطرد المئات من المدن والقرى من ديارهم عام ١٩٤٨.

ووفق جهاز الإحصاء المركزى الفلسطيني، شكلت أحداث النكبة وما تلاها من تهجير مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، نظرا لما صاحبها من طرد لشعب بكامله وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه.

ويشير «الإحصاء الفلسطيني» فى تقرير جديد، إلى أن النكبة أسفرت عن تشريد ما يزيد على مليون فلسطينى من أصل ١،٤ مليون كانوا يقيمون فى ١٣٠٠ قرية ومدينة عام ١٩٤٨، إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، فضلا عن التهجير الداخلى للآلاف منهم داخل الأراضى التى أخضعت لسيطرة الاحتلال.

ووفق التقرير، صاحب عملية التطهير ارتكاب العصابات الصهيونية أكثر من ٧٠ مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد على ١٥ ألف فلسطينى.وأوضح التقرير أن ١٣٤ ألف فلسطينى وعربى استشهدوا منذ «النكبة» إلى جانب تسجيل نحو مليون حالة اعتقال منذ عام ١٩٦٧.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى