كيف التعلّلُ لامأوى ولاسكنُ ونحنُ موتى فلا غسلٌ ولا كفنُ.. نحتاج عُرْباً على الأهوالِ مفزعةً لا أن نداسَ إذا جارت بنا المحنُ.. يادهرُ مهلاً على ماكان من فرحٍ مابال دهري مريرٌ صابهُ الوسنُ.. أنحمل الموت في أوداجنا وَهَناً قد آلمتنا وليس الموت يؤتمنُ.. إن العيون وإن فاض الدعاء بها نحو السّماء فما ضاقت بها أذنُ.. ياطفل قلبي وروحي كيف نرضعكم والعرب قد سرقوا حلماً بهِ درنُ.. أهل المفازع باتوا اليوم في جدَلٍ مثل السكارى فلا عقلٌ ولاثمنُ.. قد يحملون على اوداجهم كرهً مثل السّفيهِ فلا نخوى ولا حسنّ.. كنّا نقول بأنّ العرب إخوتنا أينّ الإخوة ماتوا قبل مادفنوا.. نصحو ونمسي على إطلاق أعيرة وحلم كلّ محبٍّ يومهُ ضغنُ.. فنحنُ شعبٌ إذا ماساءنا حزنّ نمضي رجالٌ ويبقى جرحنا الوهنُ.. إذ نستمد ومن صبر نكابدهُ مودّةً عند ربّي فيهِ نمتحنُ.