لا تأسفن …. خاطرة بقلم: الزهرة العناق

لا تأسفن على غدر الزمان
فالدهر دار نعيش فيه و نمضي
كل شيء له قرار من رب رحيم فليكن الصبر و اليقين سلاحك
و الحزن طريقا للحنان
لا تأسفن على غدر الزمان
يروي حكايات من الطوفان و قوة الإيمان
في طياته تختبئ دروس و عبر
وفي عتمته نجد النور و الأمان
يا أنت ، إن الزمان دوار
تتبدل فيه الأحوال و الأقدار
فلا تبتئس إن خذلت يوما ،
ولا تنكسر إن واجهتك الرياح،
ففي كل محنة نجد منحة
و في كل جرح نتعلم النسيان
لا تأسفن على غدر الزمان
ففيه تجد الحكمة
و تستوعب أن الدنيا دار ابتلاء
يوم لك و يوم عليك
قد تظلم و يشتد عليك الآلام
لكن تكتشف القوة في قلبك الصغير
فتمسح دموعك و تقول الحمد لله
كل جرح يصقل روحك
وكل دمعة تروي شجرة الأمل و يتحقق الأمان
لا تأسفن على غدر الزمان،
فبعد العسر يأتي الفرج
و الخير يعتصر من حبات الأسى
و تزهر حياتك كما تزهر الورود بين الصخور
و الفرح ينبت من رحم الأحزان
قف على قدميك بثبات ولا تلتفت للوراء
وواجه العواصف بكل عزم و إيمان ،
و ليكن الصبر عزاؤك
و اجعل من كل تجربة شمعة لا تنطفئ
تطور بها نفسك و تسمو
وتنمو فيك بذور الصمود
و ينبلج الفجر بعد ظلام سنين
الزمان يمضي ونحن معه
ننسج من أيامنا حكايات و قصص
فلتكن حكاياتك أمل وعزم
و لتبقى ذكراك حرفا خالدا
يدرس في كتب التاريخ و الجغرافيا
يستفيد منه أجيال المستقبل
وكل العابرين
لا تأسفن على غدر الزمان ،
فإن الأيام دول ، و الحق سيظهر و الباطل سيزهق و العدل قائم،
ففي غدر الزمان سر دفين لا يعلمه إلا عالم الغيب والشهادة
الرحمن الرحيم رب العالمين
لا تأسفن على غدر الزمان،
بل كن كالطود في وجه الرياح
و ابتسم للأقدار مهما جارت عليك
فالنور ينبثق من جوف الظلام
رغم أنف الحاقدين