طائرة الرئيس ( لو أنى أعرف خاتمتى ..ماكنت بدأت) بقلم : لواء / حسام سمير

 

فى ظل الأحداث المتواترة والتى تشبه الحمم البركانية الملتهبة والمنفجرة من براكين العالم المجنون الصاخب
طالعتنا وكالات الأنباء والبرامج الإخبارية منذ ساعات قليلة بنبأ اختفاء طائرة الرئيس الإيرانى
جلس العالم يتابع بشغف هذا الخبر العاجل ومااكتنفه من غموض وماصاحبه من غرابة حملت معه ظنون الفكر ودهشة الحدث
ومع تضارب الأنباء التى تلت الخبر ..بدأت رحلة البحث ..فالطائرة المختفية هى طائرة رئيس دولة وتقله ووزير خارجيته أحد صانعى الأحداث الهامة وعددا أخر من مسئولى رأس الدولة
فى افتتاحية النبأ كانت كلمة (الاختفاء) هى الطاغية على طبيعة النبأ ..وفى نبأ لاحق تبدلت كلمة الاختفاء وحلت محلها كلمة السقوط ..ثم تبدل ذلك بكلمة عدم إمكانية الوصول لمكان السقوط
وفى ظل طقس سيىء زاد سوءا بإطباق الظلام على جوانبه وفى منطقة جبلية شديدة الوعورة مارست فرق البحث مهامها
بعد ليلة من التتبع والترقب والهدوء المشوب بحذر نجحت فرق البحث والانقاذ فى الوصول لحطام الطائرة بعد احتراقها وتفحم جثامين كل من كان عليها
توقفنا أمام نهاية الخبر وبدأت الأسئلة المحيرة تجول فى خواطرنا وقد أضافت لنا ألغازا لم تجد إجابات شافية لدينا
فطائرة الرئيس المنكوبة كانت ترافقها طائرتان أخريتان من نفس النوع ..وقد تعرضتا لنفس الأجواء السيئة التى صادفت الطائرة الساقطة
وكان لقطع الرئيس الأمريكى أعماله وعودته سريعا إلى البيت الأبيض لمتابعة الحدث أمر مستغرب لدولة مثل أمريكا وعلاقتها الغير مفهومة مع إيران
ويأتى السؤال الأخير فطائرة الرئيس الإيرانى أمريكية الصنع من طراز السبعينيات فى القرن الماضى فكيف لدولة وهى تمضى قدما نحو استكمال تحقيق برنامجها النووى وتتشدق بما تملكه من آليات عسكرية وصواريخ باليستية ومسيرات تهدد وتتوعد بها أن تخصص طائرة مثل هذه لأعلى مناصب الدولة على الاطلاق ..وهل تتم إجراء عمليات الصيانة الدورية الدقيقة لها وهل قطع الغيار (الأمريكية ) متوفرة لها
حادث وفاة الرئيس الإيرانى سيستغرق إيران فى ترتيب دولابها الداخلى وستنكفئ حتما على شئونها وقد تنتابها موجات من الصراعات السياسية حول أسبقية الوصول لكرسى الرئاسة
على إيران وشعبها أن تنتظر خمسين يوما وفقا لقوانينها لحين شغل المنصب الرفيع الشاغر
أما التحقيقات ستخفى ماتخفيه وستعلن ماتعلنه
توقفت كثيرا أمام الحوادث والأحداث التى عصفت بكثير من الرؤساء
فكان جون كنيدى الرئيس الأمريكى فى ستينيات القرن الماضى ورئيس وزراء اسرائيل اسحق رابين على رأس قائمة الاغتيالات لحكام الدول
أما الثورات الشعبية والانقلابات العسكرية فقد أطاحت بالعديد من الرؤساء بل أنهت حياتهم
سيظل التاريخ محتفظا بالكثير من الأسرار التى لم يكشف عنها بعد ..فهناك الكثير من صفحاته التى طويت دون أن يقرأها أحد ..ومازالت هناك من الحكايات الحبيسة بإدراج أجهزة استخبارات الدول
فى كل ذلك لم تستطع نفسى أن تقدم لى إجابة عن أسئلتى الحائرة ..فقط حدثتنى فألصقت بذهنى عبارة واحدة …لو أنى أعرف خاتمتى ..ماكنت بدأت ..ماكنت بدأت

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى