هيام علي بيومي تكتب/ وجوه مصرية2

 

– اليوم نلتقى مع قامة من قامات التعليم فى قريته..رجل قدم لأكثر من خمسين عاماً إنه الأستاذ حمدى عبد الرؤوف محمود غنيم ،من مواليد قرية “ميت الوسطى والذى عمل بتدريس اللغة الإنجليزية لأكثر من خمس عقود ..قدم خلالها عطاءاً وافراً للجميع ،كان يرى أن التعليم رسالة وأمانة وأحقية رسالة لكل الطلاب على السواء ،وقد حرص طوال مسيرته التعليمية على أن يؤسس فى نفوس طلابه كل مقومات الشخصية السوية الجادة التى تتجهز لتحمل هموم البلد على أكتافها بكل حرص ومهارة..وكان لنا شرف اللقاء مع سيادته وهاهو يفصح عما فى نفسه “لوكالة أنباء آسيا” 

– – نتعرف على حضرتك 

-“حمدى فى محافظة المنوفية ..من مواليد ألف وتسعمائة وخمس وخمسين..عملت بالتدريس لـأكثر من خمسين عاماً،والحمد لله لقد تخرج من تحت يدي الكثيرون.

-ماذا تقول للشباب الصغير الذى يريد أن يسلك الطرق السهلة لتحقيق النجاح؟

-أقول لهم: إننا لم نجد الطرق ممهدة أمامنا ولم تكن مملوءة بالورد بل نشأنا فى قرية صغيرة فى ظروف تحديناها حتى استطعنا أن نحفر بأناملنا صخر حياتنا ،فصنعنا طريقنا الخاص ،والله عز وجل لم يخيب تعبنا.

-يهتم أغلب الشباب اليوم بفكرة السفرة والهجرة للخارج عند أول صدام حقيقي لهم على أرض الواقع فماذا تقول لهم؟

-دائما دعوتي للشباب هى ماذا قدمت لنفسك وبلدك حتى تحمل نفسك وتتركها ..عليك التعلم وبذل الجهد والعطاء..أبنائى الصغار لا تيأسوا بل اعملوا وجربوا ولا بأس لو فشلتم فلن ينجح ويصل من لم يذق طعم الفشل ،وسلم النجاح درجات حتى نتسلقه على خطوات ..ابحثوا عن طرق مبتكرة تمكنكم من اكتشاف موطن القوة وتقويم الضعف ،ولن يضيع الله تعبكم أبدا.أما من يخرج لطلب العلم وبناء قدراته فلا بأس بذلك بل أدعو إلى ذلك وأحببه لهم.

-ما الصعوبات التى مررت بها فى طريق بناء الإنسان الذى سرت فيه لخمسين عاماً؟

-واجهت الكثير ،والكبوات هى من تقوى العزيمة وقد صادفت صعوبات من الترحال كل يوم على الأقدام للتعلم فى مدارس المركز حيث لم تتوفر فى قريتنا سوى مدرسة ابتدائية واحدة ،ولقد عانى جيلنا وتحمل الكثير إلى أن وقف على أرض صلبة تقويه.فالنجاحات لم تولد إلا من رحم الصعوبات والتحديات.

-كيف ترى تأثير وسائل التواصل الإجتماعي اليوم على الطلبة؟

-من الجميل أن نقبل على وسائل التواصل الإجتماعي بكل ميزاتها وتأهيل الأجيال القادمة لخطورة وأهمية دورها فى الوقت نفسه ،ومعرفة مقدار المعرفة والنفع الموجودة بها لكن للأسف يلجأ أغلب شبابنا إلى الجوانب المظلمة والغير مفيدة فى هذه الوسائل ،كما انتشرت وللأسف ظاهرة الألعاب الإلكترونية والتى تأكل من وقت وعقول أبنائنا ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر للأباء والمعلمين على حد سواء وذلك لتوعية الجيل الحالي بكيفية حسن استخدام المتاح لبناء الشخصية العربية القوية القويمة وليس لهدمها.

-دور المربي الأن أخطر من أى وقت مضى ..هل من الممكن أن تلقى الضوء على هذه النقطة ؟

-كما قال سيدنا “محمد”صلى الله عليه وسلم”كلكم راعٍ وكلكم مسؤل عن رعيته” فيجب أن يدرك الاباء والأمهات خطورة الدور الملقى على أكتافهم والحمل الذى يجب عليهم أن يحملوه،فالتربية ليست مادية من مأكل ومسكن ومشرب بل هى تعليم وحياة وإلا ستجد بعد فترة أن أولادك قد تغيروا ولم يعودوا كما كانوا ولا كما تريد..إنهم أمانتك فلتتق الله فيها.

-هل المناهج الحالية بها تقصير من ناحية بناء الإنسان ككل؟

-المناهج الحالية مناسبة لعقل الأبناء لكن يبقى المعلم هو حجر الزاوية فى تقويم الشخصية ودفعها نحو الافضل،ولكن التربية الأخلاقية هى ما أشدد عليه قبل أى شىء أخر،الأخلاق ثم الأخلاق.

-حضرتك ترى أن أزمة أمتنا الحالية ليست أزمة قوانين بقدر ما هى أزمة أخلاق وتعاملات ..فكيف ذلك؟

أتنمى أن يبقى المعلم معلماً ولا يقدم جانب تعليمي فقط بل يقدم إنساناً كاملاً بكل معنى الكلمة ،وعدم الإنسياق خلف المادة ،ويؤلمنى المعلم الذى يقلل من قدره ليصل هو لطلابه بل إن العلم لابد أن يؤتى إليه،وهذا يذكرني بقول الشاعر:

يا أيها المعلم غيره ..هلا لنفسك كان ذا التعليم..

-أشكر كل من علمني حرفاً وكل من ساهم فى بناء شخصيتي كما أشكر كل ولي أمر يقوم بواجبه على الوجه الأكمل،وأشكر كل طلابي عندما يقابلوني بالحب والعطاء ،فمن لا يشكر العبد لا يشكر الرب..أما النصيحة فأقدمها لكل معلم أصغر مني ومازال يسير على الدرب أهتم بتعليم أبنائك وطلابك الأخلاق قبل كل شىء ..عليكم بحسن الخلق ..الاخلاق ..الاخلاق هى ما تصنع ذكركم والله الموفق والمستعان.

وأنهى كلماتي بمقولة أن على المعلم ألا يسمح بسحب بساط التربية من تحت قدمه بحجة مواكبة التطور أو جذب انتباه الطلاب بل لابد أن يدرك خطورة وأهمية دوره وانه القدوة الحسنة 

ويؤلمنى المعلم الذى يقلل من قدره ليصل هو لطلابه بل إن العلم لابد أن يؤتى إليه،وهذا يذكرني بقول الشاعر:

يا أيها المعلم غيره ..هلا لنفسك كان ذا التعليم….فابدأ بنفسك أولاً يستمع منك ذا التعليم.

-رأى حضرتك فى ظاهرة تسريب الإمتحانات؟

-أنا فى حالة رعب مما يحدث فى التعليم اليوم ،وهذا الكرب العظيم العظيم و يؤلمنى ما نحن فيه،والمصيبة أن ولي الأمر يشجع على ذلك ،والمصيبة هنا أن يشترى التعليم …غابت العدالة إلا إذا توقفنا الأن ..الأن فقط.

-لو طلبنا منك نصيحة ورسالة شكر فلمن تقدمها؟

ويؤلمنى المعلم الذى يقلل من قدره ليصل هو لطلابه بل إن العلم لابد أن يؤتى إليه،وهذا يذكرني بقول الشاعر:

يا أيها المعلم غيره ..هلا لنفسك كان ذا التعليم….فابدأ بنفسك أولاً يستمع منك ذا التعليم.

-رأى حضرتك فى ظاهرة تسريب الإمتحانات؟

-أنا فى حالة رعب مما يحدث فى التعليم اليوم ،وهذا الكرب العظيم العظيم يؤلمنى ما نحن فيه،والمصيبة أن ولي الأمر يشجع على ذلك ،والمصيبة هنا أن يشترى التعليم …غابت العدالة إلا إذا توقفنا الأن ..الأن فقط.

-لو طلبنا منك نصيحة ورسالة شكر ..فلمن تكون؟

-أشكر كل من علمني حرفاً وكل من ساهم فى بناء شخصيتي كما أشويؤكر كل ولي أمر يقوم بواجبه على الوجه الأكمل،وأشكر كل طلابي عندما يقابلوني بالحب والعطاء ،فمن لا يشكر العبد لا يشكر الرب..

..أما النصيحة فأقدمها لكل معلم أصغر مني ومازال يسير على الدرب أهتم بتعليم أبنائك وطلابك الأخلاق قبل كل شىء ..عليكم بحسن الخلق ..الاخلاق ..الاخلاق هى ما تصنع ذكركم والله الموفق والمستعان.

وأنهى كلماتي بمقولة “يا صاحب الخلق كن دائماً متباهياً رأسك مرفوعة إلى السما”                                                            

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى