السيدة الأنيقة و القط الأبيض .. بقلم الأديب: محمد رضوان 

في يوم ماطر

بقايا ثلج يهرب من الصقيع 

إلى ثنايا نافذتها الخشبية 

في تلك الأجواء

الصاخبة بالفراغ

و الفارغة من لقاء

قررت السيدة الأنيقة

أن تنهز ثوب السهرة الأسود

عاري الكتفين قصير..

و اصطحبت حقيبة يدها

و انطلقت 

للمطعم القريب إلى قلبها

رافقها قطها الأبيض 

ذاك الذي لا تذكره سوى عند أوقات الطعام

دخلت إلى المطعم و كأنها 

قمر هارب من الأفق و من تلك الأجواء العمياء

مشدوهة أنظار الجميع

مفتوحة الأفواه..

راحت إلى طاولتها التي تحبها

رقصت الطاولة فرحاً

راوحت الشموع مكانها 

و عادت دون أن تنطفئ

خجلاً من نور السيدة الأنيقة

مال الجدار قليلاً يقبّل خدها

و عاد

حتى المصابيح التي غلبها النعاس 

منذ ساعات

استفاقت على وقع ألقها..

و جاء النادل دون أن تومئ له

و في وجهه اختصار كل ألوان الربيع

طلبت منه شطيرة بيتزا

و فنجان قهوة

و بعض الهدوء

و انشغال الناس بأشياء دونها

أجاب على الفور

أمركِ سيدتي..

و حضر الطعام

و هي تأكل

و قطها الأبيض

راقد تحت الطاولة 

يقبّل أصابع قدميها الصغيرة كالأطفال

راحت تلقي له بقايا طعام

و ترشفه بعض من قهوتها

فهي أبداً لا تنسى قطها..

لكنها تبقى الأنيقة

و يبقى القط قطّاً

و لن يكونا معا في قصة حب

لا القط يبلغ مرتقى الأميرة

و لا الأميرة تستحيل يوماً 

قطة بيضاء..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى