في يوم ماطر بقايا ثلج يهرب من الصقيع إلى ثنايا نافذتها الخشبية في تلك الأجواء الصاخبة بالفراغ و الفارغة من لقاء قررت السيدة الأنيقة أن تنهز ثوب السهرة الأسود عاري الكتفين قصير.. و اصطحبت حقيبة يدها و انطلقت للمطعم القريب إلى قلبها رافقها قطها الأبيض ذاك الذي لا تذكره سوى عند أوقات الطعام دخلت إلى المطعم و كأنها قمر هارب من الأفق و من تلك الأجواء العمياء مشدوهة أنظار الجميع مفتوحة الأفواه.. راحت إلى طاولتها التي تحبها رقصت الطاولة فرحاً راوحت الشموع مكانها و عادت دون أن تنطفئ خجلاً من نور السيدة الأنيقة مال الجدار قليلاً يقبّل خدها و عاد حتى المصابيح التي غلبها النعاس منذ ساعات استفاقت على وقع ألقها.. و جاء النادل دون أن تومئ له و في وجهه اختصار كل ألوان الربيع طلبت منه شطيرة بيتزا و فنجان قهوة و بعض الهدوء و انشغال الناس بأشياء دونها أجاب على الفور أمركِ سيدتي.. و حضر الطعام و هي تأكل و قطها الأبيض راقد تحت الطاولة يقبّل أصابع قدميها الصغيرة كالأطفال راحت تلقي له بقايا طعام و ترشفه بعض من قهوتها فهي أبداً لا تنسى قطها.. لكنها تبقى الأنيقة و يبقى القط قطّاً و لن يكونا معا في قصة حب لا القط يبلغ مرتقى الأميرة و لا الأميرة تستحيل يوماً قطة بيضاء..