مقترح سرى داخل الإدارة الأمريكية بشأن تأمين غزة بعد الحرب

متابعة/ رانيا البدرى 

 

كشفت مجلة «بوليتيكو» الأمريكية، نقلاً عن 4 مسؤولين، عن أن إدارة الرئيس الأمريكى، جو بايدن، تدرس مقترحًا يخص إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وفى إطاره تعين الإدارة مسؤولا أمريكيا، ليصبح كبير المستشارين المدنيين لقوة حفظ سلام، تتشكل فى معظمها من الفلسطينيين، وتحاول الولايات المتحدة إقناع الدول العربية ومنها مصر والإمارات والمغرب بالمشاركة فى تلك القوة، ورغم أن مقر إقامة هذا المستشار لم تتحدد بعد، فإن 2 من المسؤولين توقعا أن يتواجد المستشار فى سيناء، بينما توقع ثالثهما أن يكون مقره الأردن.

واعتبرت المجلة أن المقترح الأمريكى يشير إلى اعتزام الولايات المتحدة التخطيط لمشاركة كبيرة فى تأمين القطاع خلال مرحلة ما بعد الحرب، ونقلت عن المسؤولين الـ4، أن المستشار المدنى الأمريكى سيكون له مقر فى المنطقة، وسيعمل بشكل وثيق مع قائد القوة المسؤولة عن تأمين القطاع، الذى سيكون إما فلسطينيا أو من دولة عربية، فيما لا يزال حجم السلطة الرسمية التى سيتمتع بها هذا المستشار قيد المناقشة.

وأكد المسؤولون الأربعة، الذين اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم، أن تعيين هذا المستشار يشكل جزءًا من خطة للولايات المتحدة للعب دور بارز فى انتشال غزة من الفوضى اليائسة، حسبما ذكرت المجلة، موضحة أن المناقشات التى تجرى فى إطار من الخصوصية بين البيت الأبيض ووزارة الدفاع «البنتاجون»، ووزارة الخارجية، بشأن دور المستشار المدنى، تعكس حقيقة أن إدارة «بايدن» سيكون لها دور محورى فى مجريات الأحداث داخل غزة خلال فترة طويلة من وضع السلاح، وبالتالى ستكون الولايات المتحدة مسؤولة جزئيًا عن الأوضاع مستقبلًا، بما فى ذلك تحسين حياة 2.2 مليون فلسطينى يعانون فى الأراضى المدمرة.

وقال المسؤولون إن المستشار الأمريكى لن يدخل غزة على الإطلاق، ما يعكس رغبة واشنطن فى تجنب أى إشارات قد توحى بأنها ستملى على القطاع رؤيتها أو تحدد شكلا مستقبلا، لافتين إلى أن مقر تواجد المستشار لم يتحدد بعد، ولكن اثنين من المسؤولين توقعا أن يكون تواجده فى سيناء، بينما توقع آخر أن يتواجد المستشار على الأرجح فى الأردن، وأن المقترح برمته المتعلق بتعيين مستشار مدنى أمريكى ونشر قوة حفظ سلام فى القطاع كان يجرى تداوله سرًا منذ أشهر داخل أروقة الإدارة الأمريكية.

وتابع المسؤولون: «خطة إرسال مستشار تعد واحدا من سيناريوهات عدة تم طرحها بخصوص اليوم التالى للحرب، إذ تركز سيناريوهات أخرى على تنمية اقتصاد غزة وإعادة بناء المدن التى دمرتها الحرب، ورغم أن العديد من الخطط والسيناريوهات تتفق على ضرورة إرساء قوة حفظ السلام، فإن المناقشات محتدمة حول طبيعة تشكيل هذه القوة والسلطات التى ستخول لها».

وفى هذا الصدد، قال مسؤول كبير فى الإدارة الأمريكية: «تحدثنا عن عدد من الصيغ المختلفة بخصوص إنشاء قوة أمنية مؤقتة فى غزة، وتحدثنا مع الكثير من الشركاء حول كيف يمكن للولايات المتحدة أن تدعم هذه القوة بكل الإمكانات ولكن من خارج غزة». وأوضح مسؤول ثان، أن إدارة «بايدن» تحاول إقناع الدول العربية مثل مصر والمغرب والإمارات، بالانضمام إلى قوة حفظ السلام، وسيكون من السهولة بمكان إقناع الدول العربية بالمشاركة فى تلك القوة إذا ما بادرت الولايات المتحدة بلعب دور قوى فى مستقبل غزة بعد إنهاء الحرب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى