جوائز المبدع الصغير.. ترسم ملامح الأجيال الجديدة

أعلنت الأسبوع الماضى، وزيرة الثقافة د. نيفين الكيلانى، أسماء الفائزين بجائزة المبدع الصغير، تلك الجائزة التى انطلقت منذ أربعة أعوام، برعاية كريمة من السيدة انتصار السيسى، قرينة رئيس الجمهورية، لدعم مواهب الأطفال فى مختلف محافظات جمهورية مصر العربية.
على مدار السنوات الماضية، استطاعت الجائزة أن تقدم العديد من المواهب المبدعة من قرى ونجوع مصر، ومن الوجه البحرى والوجه القبلى، وتشتمل هذه الجائزة على عدة فروع مختلفة، منها فرع القصة والشعر والمسرح والرسم والغناء والعزف والتطبيقات والابتكارات.
اللافت للنظر، فى هذه الدورة أن أغلب الفائزين من صعيد مصر، وشمال سيناء، وهذا يؤكد على دور الجائزة فى دعم المواهب فى المناطق الحدودية، وأن هذه الجائزة منحت الأطفال فى هذه المناطق، فرصة طيبة لتحقيق أحلامهم على أرض الواقع، أيضا فإن عدد المتقدمين للجائزة كل عام يؤكد جهود وزارة الثقافة المصرية، فى مختلف محافظات مصر، التى تبلغ
نحو 750 موقعا، وما تقدمه هذه المواقع من جهود مجانية لنشر الثقافة والمعرفة وبرامج الأطفال المختلفة، من فنون وورش حكى وتشجيع على القراءة وحفلات فنية، وكان هذا ظاهرا بشكل جلى فى مسابقة “ابدأ حلمك” وكل عام تنظم وزارة الثقافة حفلا كبيرا لتكريم الفائزين.
أعربت وزيرة الثقافة، عن بالغ سعادتها متوجهة بالتهانى للفائزين وقالت: إن الجائزة شهدت فى دورتها الحالية أكبر عدد من المتقدمين، وللعام الثانى على التوالى، تتصدر محافظات الصعيد والمحافظات الحدودية قائمة أكثر المتقدمين للجائزة، حيث جاءت محافظة أسيوط فى المركز الأول ثم محافظة الوادى الجديد فى المركز الثانى.
وأعربت الوزيرة عن سعادتها، بحصول الفائز بالمركز الأول من محافظة شمال سيناء فى فرع القصة، وهو ما يؤكد أن جهود التنمية الثقافية قد بدأت تؤتى ثمارها بالمحافظة، خصوصا مع عودة النشاط الثقافى بصورة طبيعية وبشكل مكثف.
أشارت الوزيرة إلى أن الجائزة هذا العام شهدت عددا من الإيجابيات، التى تؤكد نجاح جهود وزارة الثقافة، للوصول للمواهب الواعدة فى مختلف المجالات، وفى كل مكان، حيث شهدت للمرة الأولى فتح باب التقديم لأبنائنا فى الخارج، ليكونوا جزءا من المسابقة، فضلا عن فوز عدد ممن تقدموا خلال السنوات الماضية للمسابقة، ولم يحالفهم التوفيق، للحصول على إحدى جوائزها، وهو ما يؤكد الأهمية والمكانة التى تحظى بها جائزة الدولة للمبدع الصغير.
ثمنت وزيرة الثقافة التعاون بين قطاعات الوزارة، لدعم الفائزين بجوائز العام الماضى من خلال تنظيم فاعليات متنوعة لتطوير مواهبهم، تشمل طباعة مؤلفات الفائزين فى مجالى الآداب والشعر، وإقامة حفلات توقيع لهم بمعرض الكتاب، وتنظيم حفلات للفائزين بفرعى الغناء والعزف بدار الأوبرا وورش عمل للفائزين بفرعى الفنون التشكيلية والابتكار العلمى، ومشاركتهم فى عدد من المسابقات الدولية .
أكدت الوزيرة التزام وزارة الثقافة بدعم المواهب الصاعدة، وتوفير جميع الإمكانيات لتنمية قدراتهم الإبداعية، متمنية للفائزين التوفيق فى مسيرتهم المستقبلية، وحثتهم على استكمال ما بدأوه مع مسيرة الإبداع.
بدوره قال الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة د. هشام عزمى، وهى الجهة المنوط بها إعلان الفائزين بالجائزة، وتلقى طلبات الترشح لها، حيث أكد أن عدد المتقدمين للجائزة فى دورتها الرابعة لهذا العام من مختلف محافظات مصر 10 آلاف و455 طفلا، ومن خارج الدولة 100 طفل.
وللعام الثانى على التوالى، تتصدر محافظة أسيوط قائمة المتقدمين للجائزة هذا العام بنحو 3679 متقدما، من إجمالى 27 محافظة، بينما تصدرت المملكة العربية السعودية عدد المتقدمين من خارج البلاد، كما بلغ عدد الفائزين فى جميع المجالات، وفروع الجائزة لهذا العام 34 مبدعا من الفئة العمرية الأولى والفئة العمرية الثانية .
“الأهرام العربى”، التقت عددا من الفائزين، عقب إعلان فوزهم بجائزة المبدع الصغير، وكان معنا من شمال سيناء، رقية عمرو الفضالى عبد الباسط محمد، الفائزة بالمركز الأول فى فرع القصة، الفئة العمرية الأولى، وهى طالبة فى مدرسة الشهيد عمرو أبو هندية المتميزة لغات عمرها 10 سنوات .
تقول: فرحت جدا عندما علمت بفوزى بجائزة المبدع الصغير، وشعرت بأن حلمى تحقق، وأن أحصل على أول سلمة للوصول لطموحى، وهو أنى أصبحت كاتبة والقراء يحبون كتبى.
وتضيف رقية: طبعا مشاعرى اختلطت بين الفرحة وعدم التصديق بأن حلمى بدأ يتحقق شعرت بأنى أمسكت الدنيا كلها فى يد واحدة، الحقيقة تقدمت لهذه المسابقة بثلاث قصص قصيرة، منها قصة تتحدث عن حرب أكتوبر، لأنى لم أكن أعلم عنها شيئا، وعندما قرأت كتبا كثيرة عن حرب أكتوبر، قلت لابد أن يعرف أبناء جيلى عظمة مصر، وركزت فى القصة على الحوار ما بين الجدة والأطفال، وفيها بينت تفاصيل عن حرب أكتوبر.
أما القصة الثانية وهى بعنوان “الريشة السحرية”، فهى بنت تحب الرسم، وتحلم به، وتستيقظ من النوم تجد الرسمة التى حلمت بها بجانبها .
القصة الثالثة “رسالة الحادية عشرة”، وهى من أكثر القصص التى شعرت بأنها تشهبنى، أثناء الكتابة، وهى تتحدث عن طفل معاق يتحدى إعاقته ويثبت نفسه، ويكتب رسالة طوال القصة والرسالة الأخيرة اعتذار.
شجعتنى أمى وأبى، وهذا هو الفوز للمرة الثانية، حيث حصلت سابقا عليه فى المشروع الوطنى للقراءة، وحصلت على مركز جمهورى.
تقول رقية: “أنا قرأت كثيرا، وكنت دائما أسجل خواطرى وقبل الكتابة كنت أعمل رسمة للقصة قبل كتابتها، وهذه المرة الأولى التى أشارك بقصص من قصصى فى مسابقة كبيرة كهذه، طبعا أشكر السيدة الأولى انتصار السيسى على اهتمامها بنا نحن الأطفال والأجيال الجديدة، وهذه المبادرة تحفزنا على الإبداع وتحقيق النجاح.