صحيفتان صينيتان: العلاقات الاقتصادية الصينية العربية توسعت ولديها إمكانات لمزيد من التطور

قالت صحيفة “الشعب” الصينية إن التجارة بين الصين والدول العربية شهدت توسعا كبيرا في الفترة الأخيرة؛ إذ عمل الجانبان على تعزيز التعاون الاقتصادي بينهما منذ تأسيس منتدى التعاون بين الصين والدول العربية قبل 20 عاما.

وأشارت الصحيفة – في تقرير نشرته اليوم الجمعة على موقعها الإلكتروني – إلى ارتفاع إجمالي حجم تجارة السلع بين الصين وأعضاء جامعة الدول العربية إلى 8ر2 تريليون يوان صيني (نحو 75ر393 مليار دولار أمريكي) في عام 2023 من 81ر303 مليار يوان في عام 2004 بزيادة تقدر بنحو 9ر820%، وفقا لإحصائيات لإدارة العامة للجمارك الصينية.

وفي الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري 2024، ارتفعت واردات الصين وصادراتها مع دول الجامعة العربية بنسبة 8ر3%، على أساس سنوي لتصل إلى مستوى تاريخي بلغ 17ر946 مليار يوان؛ وهو ما يمثل 9ر6% من إجمالي قيمة التجارة الخارجية للصين.

وأوضحت بيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية أن مصر والإمارات العربية المتحدة والعراق وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية أكبر ستة شركاء تجاريين للصين من بين الدول أعضاء جامعة الدول العربية من حيث القيمة التجارية؛ إذ استحوذت هذه الدول الستة على 8ر84% من إجمالي التجارة الصينية-العربية في الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري.

وأفادت التقارير والإحصائيات بأن الدول العربية تعتبر أكبر مصدر لواردات الصين من منتجات الطاقة، فخلال العام الجاري استوردت الصين ما قيمته 29ر397 مليار يوان من منتجات الطاقة من الدول العربية تمثل 38% من إجمالي واردات الصين من منتجات الطاقة، كما تعتبر الصين أكبر مصدر لواردات السيارات والمنسوجات والملابس الجاهزة إلى الدول العربية، وخلال العام الجاري ارتفعت الصادرات الصينية في هذين القطاعين بنسبة 3ر66%.

بالإضافة إلى ذلك، فقد بلغ إجمالي التجارة بين الشركات الخاصة الصينية والجامعة العربية في الأربعة أشهر الأولى من 2024 نحو 14ر497 مليار يوان، بزيادة 3ر16%ة على أساس سنوي، شكلت 5ر52% من إجمالي التجارة الصينية – العربية.

وفي سياق متصل، أكدت صحيفة “تشاينا ديلي” الصينية أن الصين والدول العربية لديها إمكانات كبيرة لتعميق علاقاتها الاقتصادية والتجارية وبشكل خاص في قطاعي المال والطاقة؛ مما يعزز النمو لكلا الجانبين؛ ويسهم في انتعاش الاقتصاد العالمي.

وقالت الصحيفة – نقلا عن خبراء اقتصاديين وقادة أعمال – إنه بفضل النمو الملموس لمبادرة الحزام والطريق من المرجح أن تبدأ الصين والدول العربية إجراءاتها لتوسيع نطاق العلاقات التجارية في مجالات مثل الاقتصاد الرقمي والتمويل والبنية التحتية الجديدة والطاقة النظيفة وتجارة الخدمات والتصنيع المتطور.

وقال رئيس مجلس الأعمال السعودي الصيني محمد العجلان إنه مع دخول الصين حقبة جديدة من النمو الأخضر القائم على الابتكار؛ فإن الشركات العربية متفائلة بشأن إمكانات النمو على المدى الطويل وترى فرصًا وفيرة تنشأ من تركيز الصين على الصناعة التحويلية الراقية والاقتصاد الرقمي.

وقال نائب رئيس الشركة السعودية للصناعات الأساسية “لي لاي” إن المحتوى التعاوني الجديد بين الصين والدول العربية لن يفيد التجارة العالمية فقط بل سيعمل على نمو الشركات العربية لبناء سلاسل التوريد العالمية وقواعد للمستهلكين في الصين.

وذكر لين مينج مدير معهد أبحاث سلسلة التوريد الحديثة في الأكاديمية الصينية للتجارة الدولية والتعاون الاقتصادي أن المنتجات العربية مثل البرتقال المصري وزيت الورد السوري الأساسي وزيت الزيتون التونسي والتمور السعودية؛ تحظى بشعبية كبيرة بين المستهلكين الصينيين، في حين أن الأجهزة المنزلية والهواتف الذكية صينية الصنع تجد طريقها إلى المزيد من المنازل العربية.

وأشار رئيس المكتب التمثيلي لجامعة الدول العربية في الصين أحمد فهمي إلى أن السيارات الكهربائية الصينية تحقق أداء جيدا بشكل استثنائي في العديد من الدول العربية.

وتوقعت الصحيفة الصينية أن هذا النجاح يضع الشركات الصينية كشركاء محتملين مع الدول العربية في دفع تحول الطاقة.

وكان الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني – العربي قد انعقد – أمس – في العاصمة الصينية بكين، ووقعت الصين خلاله عددا من وثائق التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف مع الدول المشاركة والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى