وسائل إصلاح البيوت .. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله بما أسدى والشكر له ما تنسمت علي الخلائق جدواء، فأي آلاء الله أحق أن تُشكر؟ أجميل أظهره؟ أم قبيح ستره وما أبدى؟ ولم تزل آلاء ربك تتوالى، ما منّ ربك عطائه، وما أكدي وما أكدى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد إذا كان موضوع الإصلاح للبيوت له الأهمية العظمي تجاهنا وبيوتنا فيها منكرات كثيرة وتقصير كبير، وإهمال وتفريط، فما هي وسائل إصلاح البيوت؟ وهو حسن إختيار الزوجة حيث يقول الله تعالي في سورة النور ” وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ” وينبغي على صاحب البيت إنتقاء الزوجة الصالحة.
حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجملها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ” متفق عليه، وكما قال صلي الله عليه وسلم “الدنيا كلها متاع ، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة ” رواه مسلم، وكما قال صلي الله عليه وسلم ” ليتخذ أحدكم قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وزوجة مؤمنة تعينه على أمر الآخرة ” رواه أحمد ” والترمذي وابن ماجه، وفي رواية كما قال صلي الله عليه وسلم ” وزوجة صالحة تعينك على أمر دنياك ودينك خير ما اكتنز الناس ” رواه البيهقي، وكما قال صلي الله عليه وسلم ” تزوجوا الودود الولود إني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة ” رواه أحمد، وكما قال صلي الله عليه وسلم ” عليكم بالأبكار فإنهن أنتق رحما وأعذب أفواها وأرضى باليسير ” وفي رواية ” وأقل خبا ” أي خداعا رواه ابن ماجة.
وكما أن المرأة الصالحة واحدة من أربع من السعادة فالمرأة السوء واحدة من أربع من الشقاء، كما جاء في الحديث الصحيح وفيه قوله ” فمن السعادة المرأة الصالحة تراها فتعجبك وتغيب عنا فتأمنها على نفسها ومالك ومن السقاء المرأة التي تراها فتسوؤك وتحمل لسانها عليك وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك ” رواه ابن حبان، وفي المقابل لابد من التبصر في حال الخاطب الذي يتقدم للمرأة المسلمة والموافقة عليه حسب الشروط الإسلامية حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض” ولابد في كل ما سبق من حسن السؤال وتدقيق البحث وجمع المعلومات والتوثق من المصادر والأخبار حتى لا يفسد البيت أو ينهدم، والرجل الصالح مع المرأة الصالحة يبنيان بيتا صالحا.
لأن البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا، وكذلك أيضا السعي في إصلاح الزوجة، فإذا كانت الزوجة صالحة فبها ونعمت وهذا من فضل الله تعالي علينا، وإن لم تكن بذاك الصلاح، فإن من واجبات رب البيت السعي في إصلاحها، وقد يحدث هذا في حالات منها أن يتزوج الرجل امرأة غير متدينة أصلا، لكونه لم يكن مهتما بموضوع التدين هو نفسه في مبدأ أمره أو أنه تزوجها على أمل أن يصلحها، أو تحت ضغط أقربائه مثلا، فهنا لابد من التشمير في عملية الإصلاح، ولابد أن يعلم الرجل أولا أن الهداية من الله تعالي، والله هو الذي يصلح ومن منه على عبده زكريا قوله فيه كما جاء في سورة الأنبياء ” وأصلحنا له زوجه ” سواء كان إصلاحا بدنيا أو دينيا، وقال ابن عباس كانت عاقرا لا تلد فولدت
وقال عطاء كان في لسانها طول فأصلحها الله ولإستصلاح الزوجة وسائل منها، والإعتناء بتصحيح عبادتها لله بأنواعها، والسعي لرفع إيمانها في حضها على قيام الليل، وتلاوة الكتاب العزيز، وحفظ الأذكار والتذكير بأوقاتها ومناسباتها، وحثها على الصدقة، وقراءة الكتب الإسلامية النافعة، وسماع الأشرطة الإسلامية المفيدة العلمية منها والإيمانية ومتابعة إمدادها بها، وإختيار صاحبات لها من أهل الدين تعقد معهن أواصر الاخوة، وتتبادل معهن الأحاديث الطيبة والزيارات الهادفة، ودرء الشر عنها وسد منافذه عليها بإبعادها عن قرينات السوء وأماكن السوء.