الدكروري يكتب عن: خير أيام الدنيا على الإطلاق

 

الحمد لله العليم الخبير، السميع البصير، أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا، لا إله إلا هو إليه المصير، أحمد ربي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي الكبير، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله البشير النذير والسراج المنير، اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه ذوي الفضل الكبير، ثم أما بعد إن من فضل العشر من ذي الحجة أنها خير أيام الدنيا على الإطلاق فقد أخرج البزار من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “أفضل أيام الدنيا أيام العشر” وفي العشر أعمال فاضلة وطاعة كثيرة، ومنها الإكثار من الأعمال الصالحة والعمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالي منه في بقية العام فقد أخرج البخاري والبيهقي واللفظ له من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال” ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعني أيام العشر، قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء” وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ما من عمل أزكى عند الله عز وجل، ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى” قيل ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال “ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء” رواه الدارمي، ولهذا كان السلف أحرص ما يكونون على اغتنام هذه الأيام، وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا دخلت العشر اجتهد اجتهادا حتى ما يكاد يقدر عليه “رواه البيهقي والدارمي.

وروي عنه أنه قال “لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر” كناية عن القراءة والقيام، وقال مجاهد”العمل في العشر يضاعف” وقال “العمل في هذه الأيام العشر أفضل من العمل في أيام عشر غيرها” وقال “ويستثنى جهادا واحدا هو أفضل الجهاد” وهو أن يُعقر جواده ويهراق دمه وذكر ابن رجب ما معناه أن الحج المفروض أفضل من التطوع بالجهاد، والتطوع بالجهاد أفضل من التطوع بالحج، إلا أن يكون الرجل ليس من أهل الجهاد فحجه أفضل من جهاده، كالمرأة، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد” رواه الطبراني، وقال ابن رجب رحمه الله.

وقد دل الحديث على أن العمل في أيامه أحب إلى الله من العمل في أيام الدنيا من غير استثناء، وقال أيضا إذا كان العمل في أيام العشر أفضل وأحب إلى الله من العمل في غيره من أيام السنة كلها، صار العمل فيه وإن كان مفضولا أفضل من العمل في غيره وإن كان فاضلا، ولهذا قالوا “يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد”ثم استثني جهادا واحدا هو أفضل الجهاد فإنه سُئل صلى الله عليه وسلم “أي الجهاد أفضل؟ قال من عقر جواده وأهريق دمه، وصاحبه أفضل الناس درجة عند الله” رواه أحمد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى