وجوه مصرية..3.. تكتبها /هيام بيومي

 

قرر مجموعة شباب من المنوفية أن يقوموا بعمل مبادرة مجتمعية تحت اسم “كتر خيرك” وقد نجحت بالفعل على مدار أحد عشر عاماً سابقًا، من تقديم الدعم المادي والمعنوي والمساهمة في أعمال الخير وتطوير قريتهم “قرية ميت الوسطى الباجور”

هم في الواقع مجموعة من الأصدقاء، قرروا ترك بصماتهم داخل قريتهم، ورغم صغر سنهم في بداية انطلاق المجموعة التي لا تهتم سوى بالصالح العام بعيدًا عن الأحزاب والتوجهات السياسية، وإنما قامت على المساهمات والمساعدات من أبناء القرية.

أما عن الفكرة أو اسم المجموعة فقد جاءت لتكون دعوة للإيجابية وعمل الخير فـأطلقوا على مبادرتهم اسم “كتر خيرك”،

وتهدف مبادرة “كتر خيرك” في المقام الأول منذ انطلاقها إلى مساعدة الفئات الأكثر احتياجًا داخل القرية، وترسيخ مبدأ الأسرة والعائلة الواحدة بين أبناء القرية.

تقوم “كتر خيرك” بتقديم كافة المساعدات للأسر الأكثر احتياجًا عن طريق مساهمات رجال الخير بالقرية ومن لديهم القدرة المادية لمساعدة الآخرين، كما وأنها تقوم بعمل شهريات ثابتة لما يقرب من ٢٥ أسرة من بينهم فئة الأيتام وأصحاب الدخل المحدود وعمال المياومة، بالإضافة إلى أنها تقوم بعمل المبادرات الموسمية كالتي تطلقها في شهر رمضان، من توزيع مستلزمات الشهر الفضيل على ما يقرب من ثمانين أسرة قبل بداية شهر رمضان، وتوزيع دفعات أُخرى خلال الشهر، كما تطلق أيضًا مبادرات تخص الأعياد، كالتي يتم فيها شراء كسوة العيد لعدد من أطفال القرية، وتوزيع مبالغ مالية على أسرهم، وبالنسبة للناحية التعليمية فتقوم “كتر خيرك” بتوزيع مستلزمات دراسية بدءًا من الحقائب إلى العديد من الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة، كما توفر الكتب الخارجية ذات التكلفة العالية أيضًا لهؤلاء الطلاب، وتقوم كذلك بدفع رسوم للدروس الخصوصية أو إعفاء عدد من الطلاب من هذه الرسوم بالاتفاق مع المدرسين القائمين على تدريس المواد، ناهيك عن أنها “ونقصد كتر خيرك” تقوم بتكريم أوائل المراحل التعليمية في إحتفالية كبيرة تشتمل على حضور أولياء الأمور، والمدرسين بالقرية بالتعاون مع مركز شباب القرية، ولا ننسى الناحية الصحية، فهي أيضًا لم تترك هذا المجال إلّا وتطرقت له، فتقوم “كتر خيرك” بالمساعدة في شراء عدد كبير من الأدوية لبعض الحالات المرضية المستحقة، ودفع بعض الديون الموجودة بالصيدليات التي تخص هذا الشأن، كما تساهم المجموعه في بعض العمليات الجراحية بمبالغ مادية لتخفيف العبئ عن بعض الحالات، وتشارك المجموعة دائمًا وتناشد بحملات التبرع بالدم لصالح أبناء القرية، وعلى مدار خمسة أعوام أطلقت المجموعة “كارنيه كتر خيرك الطبي” لعدد من الحالات الغير قادرة، من خلاله تستطيع هذه الحالات الكشف المجاني لدى عدد من الأطباء في مختلف التخصصات وكذلك عمل نسبة خصم على الأدوية في عدد من الصيدليات داخل القرية.

لم تتوقف إنجازاتهم على هذا القدر، بل أكملوا معنا تاريخ هذه المبادرة الإيجابية الفعالة…

لقد قامت المجموعة خلال السنوات الماضية بالمساهمة في تجهيز ما يقرب من عشرين عروسًا بالقرية، كما ساهمت في توفير مستلزمات البناء لعدد من الأسر عند قيامهم ببناء منازلهم، وعن الدعم المادي أيضًا، تقوم المجموعة بسداد الديون عن بعض الأسر الغير قادرة، ودفع الإيجارات المُتأخرة، وسداد فواتير الكهرباء كمساعدة لمن عسر عليه الحال.

ومبادرة كهذه هل ستقف مكتوفة اليدين في فترة كورونا؟! بالطبع لا، فهذه الفترة التي تعد من أصعب الفترات، كان شباب “كتر خيرك” هم الأكثر نشاطًا وتفاعلًا داخل القرية مع أهمية وخطورة الحدث، سواء بنشر حملات التوعية نقلًا عن مصادرها الرسمية والأطباء، أو من خلال توفير الأدوية والسلع حسب المستطاع، وفي هذا الشأن قامت المجموعة بالتعاون مع رجالات الخير بالقرية بشراء ما يقرب من خمس عشرة أنبوبة أكسجين، وخمسة أجهزة تنفس للأطفال تحت أمر أبناء القرية بالمجان، من أهم ما يفتخر به شباب ” كتر خيرك” أنهم سببٌ بعد توفيق الله بزيادة أعداد الحافظين لكتاب الله بالقرية، وزيادة عدد الراغبين في حفظه من الشباب والأطفال في أعمار مختلفه وذلك بإقامة “مسابقة كتر خيرك” في حفظ القرآن الكريم, والتي تعد من أقوى وأكبر المسابقات في المنطقة، وينطلق موسمها السادس خلال أيام، وتعد الأكثر تشجيعًا لأطفال وأبناء القرية في الاهتمام بحفظ القرأن الكريم.

تعد “كتر خيرك” من أكثر العناصر داخل القرية دعمً لكل مصالحها، وكان لها الدور الأكبر في الترويج لأهمية هذه المصالح ودعم أصحاب الفكر والجهد، كما ساهم عدد من عناصر المجموعة بالوقت، والجهد، والسعي بالمستطاع في إقامة هذه المصالح، على رأسها مركز شباب القرية، ومشروع الصرف الصحي.

كما وكان للمجموعة الفضل في إنهاء مشكلة تراكم القمامة بالقرية، والتي عانت منها جميع الأسر على مدار أعوام، حتى قامت المجموعة بالسعي والتواصل مع شركات النظافة للعمل بالقرية وإنهاء جميع الاجراءات اللازمة لذلك، حتى انتهت هذه المشكلة بفضل تعاون المجموعة وأهل القرية جميعًا.

نلتقي اليوم مع أحد أعضاء المجموعة المتميزة، والتى تعد قدوة لشبابنا وأبناء محافظتنا، وهو شاب نشيط له فكر ودور إيجابيٌّ، إنه الأستاذ “عبده ماهر”

-حضرتك ما أكثر شىء تفخر به مجموعتكم؟

_المساهمة دائما في أعمال الخير، والاهتمام بالصالح العام للقرية، والحفاظ على ما تم إنجازه من مشروعات حيوية؛ لكي تستفيد منها الأجيال القادمة دون معاناة.

-ما الذى تتمنى حدوثه في قريتكم؟

_القرية بحاجة الي مدرسة ابتدائية نظرًا لكثرة عدد الطلاب بها، ومدرسة ثانوية لتخفيف عبئ التنقل بين القرى المجاورة، بالإضافة لوحدة صحية تعمل على مدار الساعة، ومجهزة بحال حدوث أي طوارئ ما، أضيفي لذلك حلم المجموعه، وهو أن نصل لمرحلةٍ من النشاط الإنساني نكون بها في حالة بحث عن أي محتاج بالقرية، لكننا وبحول وحمد الله لا نجد، وأن نصل إلى أقصى درجات العدالة الاجتماعية وأن تصبح القرية في أبهي صورها على جميع المستويات.

-لو طُلِبَت منك نصيحة ورسالة شكر فلمن تقدمها؟

_رساله شكر لكل فرد كان سببًا فيما وصلَتْ إليه المجموعة، فلولاكم أنتم ما وصلنا لهذا التأثير. أنتم الداعم الأول وبكم نستمر، كما أتقدم بالشكر لكل فرد من أفراد المجموعة ضحى بوقته وجهده من أجل إسعاد الآخرين، والسعي في حل مشكلات تخص الصالح العام بالقرية.

 

تعديل وتدقيق: دعاء العوايشة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى